﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ الْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات:14] فقد شهد اللّٰه لفرعون بالإيمان و ما كان اللّٰه ليشهد لأحد بالصدق في توحيده إلا و يجازيه به و بعد إيمانه فما عصى فقبله اللّٰه إن كان قبله طاهرا و الكافر إذا أسلم وجب عليه إن يغتسل فكان غرقه غسلا له و تطهيرا حيث أخذه اللّٰه في تلك الحالة ﴿نَكٰالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولىٰ﴾ [النازعات:25] و جعل ذلك عبرة ﴿لِمَنْ يَخْشىٰ﴾ [ طه:3] و ما أشبه إيمانه إيمان من غرغر فإن المغرغر موقن بأنه مفارق قاطع بذلك و هذا الغرق هنا لم يكن كذلك لأنه رأى البحر يبسا في حق المؤمنين فعلم أن ذلك لهم بإيمانهم فما أيقن بالموت بل غلب على ظنه الحياة فليس منزلته منزلة من حضره الموت فقال ﴿إِنِّي تُبْتُ الْآنَ﴾ [النساء:18] و لا هو من ﴿اَلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّٰارٌ﴾ [النساء:18] ﴿وَ أَمْرُهُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [البقرة:275]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية