و هذه الفتنة العامة و العقوبة الشاملة و الحدود المتداخلة من صفة قوله ﴿فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ﴾ [هود:107] فإن ظاهرها لا يقتضي العدل و باطنها يقتضي الفضل الإلهي ففي الآخرة ﴿لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ﴾ [الأنعام:164] و هنا ليس كذلك في عموم صورة العقوبة و لكن ما هي في البريء عقوبة و إنما هي فتنة و في الظالم عقوبة لأنها جاءته عقيب ظلمه فما يستوجبها البريء و لكن حكم الدار عليه كما يحكم على أهل دار الكفر الدار و إن كان فيها من لا يستحق ما يستحقه الكفار قال تعالى ﴿وَ لاٰ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ﴾ [هود:113] و «النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قد جعل مولى القوم منهم في الحكم» و ما هو منهم في نفس الأمر جعلنا اللّٰه ممن عامله بفضله و لم يطلبه بواجب حقه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية