﴿أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ﴾ [البقرة:43] و قال قد قامت الصلاة فأخبر بالماضي قبل قيام العبد لها فأراد قيام صلاة اللّٰه على العبد ليقوم العبد إلى الصلاة فيقيم بقيامه نشأتها قال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ [الأحزاب:43] فهو المشار إليه بقوله قد قامت الصلاة فالقيام معتبر في العبادات و منه الوقوف بيوم عرفة و في جمع و عند رمي الجمار و أعمال الحج كلها لا تصح إلا من قائم
(حديث ثامن و ثلاثون منى كلها منحر)
«خرج مسلم في حديث جابر أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال منى كلها منحر»
[من بلغ المنى المشروع فقد بلغ الغاية]
قد قلنا إن منى من بلوغ الأمنية و من بلغ المنى المشروع فقد بلغ الغاية فجعله محلا للقرابين و هو إتلاف أرواح عن تدبير أجسام حيوانية ليتغذى بها أجسام إنسانية فتنظر أرواحها إليها في حال تفريقها فتدبرها إنسانية بعد ما كانت تدبرها إبلا أو بقرا أو غنما و هذه مسألة دقيقة لم يتفطن لها إلا من نور اللّٰه بصيرته من أهل اللّٰه و يحتوي عليها قوله تعالى ﴿وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ﴾ [الأعراف:172] ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأعراف:172] و كانوا في حال تفريق في أطوار من المخلوقات يميز اللّٰه أجزاء كل مجموع و هي معينة عند أرواحها المدبرة لها في كل حال تكون عليها من اجتماع و افتراق و تتبدل الأسماء عليها بحسب مزاجها الخاص بها في ذلك الاجتماع
[القائلون بالتناسخ زلوا فضلوا و أضلوا]
و من هنا هبت نفحة على القائلين بالتناسخ فلم يتحققوا معناها فزلوا و ضلوا و أضلوا و لأنهم نظروا فيها من حيث أفكارهم فأخطئوا الطريق فغلطوا فهم مخطئون غير كافرين إلا من أنكر البعث منهم الذي هو نشأة الآخرة فهو ملحق بالكفار و الأرواح المدبرة لها في كل حال لا تتبدل تبدل الصور لأنها لا تقبل التبديل لأحديتها و إنما تقبل التبديل المركب من أجسام و أجساد حسا و برزخا
[إلحاق الأسافل بالأعالى و التحام الأباعد بالأدانى]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية