و القسم الآخر حق اللّٰه لله و هو «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم لي وقت لا يسعني فيه غير ربي»
[أصناف الحقوق الثمانية]
و هذا الحق الذي لله هو زكاة الحقوق التي للخلق لله و هذه الحقوق بجملتها في ثمانية أصناف العلم و العمل و هما بمنزلة الذهب و الفضة و من الحيوان الروح و النفس و الجسم في مقابلة الغنم و البقر و الإبل و من النبات الحنطة و الشعير و التمر
[ما تنبته الأرواح و النفوس و الجوارح]
و في الاعتبار ما تنبته الأرواح و النفوس و الجوارح من العلوم و الخواطر و الأعمال الغنم للروح و البقر للنفس و الإبل للجسم و إنما جعلنا الغنم للأرواح لأن اللّٰه جعل الكبش قيمة روح نبي مكرم فقال ﴿وَ فَدَيْنٰاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات:107] فعظمه و جعله فداء ولد إبراهيم نبي ابن نبي فليس في الحيوان بهذا الاعتبار أرفع درجة من الغنم و هي ضحايا هذه الأمة أ لا تراها أيضا قد جعلت حق اللّٰه في الإبل و هو في كل خمس ذود شاة و جعلت مائة من الإبل فداء نفس ليس برسول و لا نبي فانظر أين مرتبة الغنم من مرتبة الإبل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية