The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 45 - from the part 2 - [الوجوب على الله هل هو من حيث مظاهره ولمظاهره‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page45-from part2-[الوجوب على الله هل هو من حيث مظاهره ولمظاهره‏]


لا غيره ولكن إيجابه على نفسه لمن أوجب عليه مثل قوله فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ يعني الرحمة الواسعة فأدخلها تحت التقييد بعد الإطلاق من أجل الوجوب ومثل قوله كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أنه الآية

[الوجوب على الله هل هو من حيث مظاهره أو لمظاهره‏]

فهل هذا كله من حيث مظاهره أو هو وجوب ذاتي لمظاهره من حيث هي مظاهر لا من حيث الأعيان فإن كان للمظاهر فما أوجب على نفسه إلا لنفسه فلا يدخل تحت حد الواجب ما هو وجوب على هذه الصفة فإن الشي‏ء لا يذم نفسه وإن كان للاعيان القابلة أن تكون مظاهر كان وجوبه لغيره إذ الأعيان غيره والمظاهر هويته فقل بعد هذا البيان ما شئت في الجواب ويكون الجواب بحسب ما قيده الموجب فاستوجبوا ذلك على ربهم في موطن بكونهم يَتَّقُونَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ على مفهوم الزكاة لغة وشرعا والَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فهؤلاء طائفة مخصوصة وهم أهل الكتاب فخرج من ليس بأهل الكتاب من هذا التقييد الوجوبي وبقي الحق عنده من كونه رحمانا على الإطلاق واستوجبت طائفة أخرى ذلك على ربها أَنَّهُ من عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ من بَعْدِهِ وأَصْلَحَ فقيد بالجهالة فإن لم يجهل لم يدخل في هذا التقييد وبقيت الرحمة في حقه مطلقة ينتظرها من عين المنة التي منها كان وجوده أي منها كان مظهرا للحق لتتميز عينه في حال اتصافها بالعدم عن العدم المطلق الذي لا عين فيه أ لا ترى إبليس كيف قال لسهل في هذا الفصل يا سهل التقييد صفتك لا صفته فلم ينحجب بتقييد الجهالة والتقوى عما يستحقه من الإطلاق فلا وجوب عليه مطلقا أصلا فمهما رأيت الوجوب فاعلم إن التقييد يصحبه‏

[بذل المراكب في زمان الزيادة]

وأما من رأى أنهم استوجبوا ذلك على ربهم من غير ما ذكره تعالى عن نفسه فقالوا ببذلهم مراكبهم في زمان الزيادة طلبا للمواصلة وإيثار الجناب الحق في زعمهم وإن كان في ذلك نقص فهو عين الكمال التام بهذه المراعاة فهذا عندي مثل ما قال الشاعر لعمر بن الخطاب حين حبسه‏

ما ذا تقول لأفراخ بذي مرح *** حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة *** فاغفر هداك مليك الناس يا عمر

ما آثروك بها إذ قدموك لها *** لا بل لأنفسهم قد كانت الأثر

فإن كانوا بذلوا مراكبهم عن طلب إلهي يقتضي ذلك وجوبا إلهيا كان مثل الأول فإنه لو لم يرد عنه تعالى الوجوب على نفسه لم نقل به فإنه سوء أدب من العبد أن يوجب على سيده‏

[كما نطلبه لوجود أعياننا فهو يطلبنا لظهور مظاهره‏]

غير إن هنا لطيفة دقيقة لا يشعر بها كثير من العارفين بهذه المجالس وذلك أنه كما نطلبه لوجود أعياننا يطلبنا لظهور مظاهره فلا مظهر له إلا نحن ولا ظهور لنا إلا به فيه عرفنا أنفسنا وعرفناه وبنا تحقق عين ما يستحقه الإله‏

فلولاه لما كنا *** ولو لا نحن ما كانا

فإن قلنا بأنا هو *** يكون الحق إيانا

فأبدانا وأخفاه *** وأبداه وأخفانا

فكان الحق أكوانا *** وكنا نحن أعيانا

فيظهرنا لنظهره *** سرارا ثم إعلانا

فلما وقفوا على هذه الحقائق من نفوسهم ونفوس الأعيان سواهم تميزوا على من سواهم بأن علموا منهم ما لم يعلموا من أنفسهم واطلع الحق على قلوبهم فرأى ما تجلت به مما أعطتها العناية الإلهية وسابقة القدم الرباني استوجبوا على ربهم ما استوجبوه من أن يكونوا أهلا لهذه المجالس الثمانية والأربعين‏

(السؤال الثامن) فإن قلت عن أهل هذه المجالس ما حديثهم ونجواهم‏

قلنا في الجواب بحسب الاسم الذي يقيمهم فلا يتعين علينا تعيينه ولكن الأصول الإلهية محفوظة

[محادثات الحق في أسمائه بمختلف الألسنة]

وذلك أن حديث أهل الحضرة الأولى في مجالستهم فيها والمجلس الأول الذي بين المثلين من اسمه الظاهر والمبدئ والباعث وكل اسم يعطي البروز ووجود الأعيان تحادث الحق فيه بلسان حياة الأرواح وحياة إلهيا كل السفلية في البرازخ وعالم الحس والمحسوس والعقل والمعقول وبلسان من ضاع‏



- Meccan conquests - page45-from the part2


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!