Page7-from part1-الفتوحات المكية
نادى فاسمع كل طالب حكمة *** يطوي لها بشملة وجناء طي الذي يرجو لقاء مراده *** فيجوب كل مفازة بيداء يا راحلا يقص المهامه قاصدا *** نحوي ليلحق رتبة السمراء قل للذي تلقاه من شجرائي *** عني مقالة أنصح النصحاء واعلم بأنك خاسر في حيرة *** لما جهلت رسالتي وندائي إن الذي ما زلت أطلب شخصه *** ألفيته بالربوة الخضراء البلدة الزهراء بلدة تونس *** الخضرة المزدانة الغراء بمحله الأسنى المقدس تربه *** بحلوله ذي القبلة الزوراء في عصبة مختصة مختارة *** من صفة النجباء والنقباء يمشي بهم في نور علم هداية *** من هديه بالسنة البيضاء والذكر يتلى والمعارف تنجلي *** فيه من الإمساء للامساء بدرا لأربعة وعشر لا يرى *** أبدا منور ليلة قمراء وابن المرابط فيه واحد شأنه *** جلت حقائقه عن الإفشاء وبنوه قد حفوا بعرش مكانه *** فهو الإمام وهم من البدلاء فكأنه وكأنهم في مجلس *** بدر تحف به نجوم سماء وإذا أتاك بحكمة علوية *** فكأنه ينبي عن العنقاء فلزمته حتى إذا حلت به *** أنثى لها نجل من الغرباء حبر من الأحبار عاشق نفسه *** سر المجانة سيد الظرفاء من عصبة النظار والفقهاء *** لكنه فيهم من الفضلاء وافى وعندي للتنفل نية *** في كل وقت من دجى وضحاء فتركته ورحلت عنه وعنده *** مني تغير غيرة الأدباء وبدأ يخاطبني بأنك خنتني *** في عترتي وصحابتي القدماء وأخذت تائبنا الذي قامت به *** داري ولم تخبر به سجرائي والله يعلم نيتي وطويتي *** في أمر تائبه وصدق وفائي فإنا على العهد القديم ملازم *** فوداده صاف من الأقذاء ومتى وقعت على مفتش حكمة *** مستورة في الغضة الحوراء متحير متشوف قلنا له *** يا طالب الأسرار في الإسراء أسرع فقد ظفرت يداك بجامع *** لحقائق الأموات والأحياء نظر الوجود فكان تحت نعاله *** من مستواه إلى قرار الماء ما فوقه من غاية يعنو لها *** إلا هو فهو مصرف الأشياء لبس الرداء تنزها وإزاره *** لما أراد تكون الإنشاء فإذا أراد تمتعا بوجوده *** من غير ما نظر إلى الرقباء شال الرداء فلم يكن متكبرا *** وإزار تعظيم على القرناء فبدا وجود لا تقيده لنا *** صفة ولا اسم من الأسماء إن قيل من هذا ومن تعني به *** قلنا المحقق آمر الأمراء
- Meccan conquests - page7-from the part1
|