The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 62 - from the part 1 - «وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page62-from part1-«وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]


المؤمنين موجودتان خطا غير ملفوظ بهما نطقا وإنما الألف الموصولة التي تقع بعد الحرف مثل لام هاء حاء وشبهها فإنه لو لا وجودها ما كان المد لواحد من هذه الحروف فمدها هو سر الاستمداد الذي وقع به إيجاد الصفات في محل الحروف ولهذا لا يكون المد إلا بالوصل فإذا وصل الحرف بالألف من اسمه الآخر امتد الألف بوجود الحرف الموصول به ولما وجد الحرف الموصول به افتقر إلى الصفة الرحمانية فأعطى حركة الفتح التي هي الفتحة فلما أعطيها طلب منه الشكر عليها فقال وكيف يكون الشكر عليها قيل له إن تعلم السامعين بأن وجودك ووجود صفتك لم يكن بنفسك وإنما كان من ذات القديم تعالى فاذكره عند ذكرك نفسك فقد جعلك بصفة الرحمة خاصة دليلا عليه ولهذا قال إن الله خلق آدم على صورة الرحمن فنطقت بالثناء على موجدها فقالت لام ياء هاء حاء طاء فأظهرت نطقا ما خفي خطا لأن الألف التي في طه وحم وطس موجودة نطقا خفيت خطا لدلالة الصفة عليها وهي الفتحة صفة افتتاح الوجود فإن قال وكذلك نجد المد في الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها فهي أيضا ثلاث ذوات فكيف يكون هذا وما ثم إلا ذات واحدة فنقول نعم أما المد الموجود في الواو المضموم ما قبلها فهي مثل ن والقلم والياء المكسور ما قبلها مثل الياء من طس وياء الميم من حم فمن حيث إن الله تعالى جعلهما حرفي علة وكل علة تستدعي معلولها بحقيقتها وإذا استدعت ذلك فلا بد من سر بينهما يقع به الاستمداد والإمداد فلهذا أعطيت المد وذلك لما أودع الرسول الملكي الوحي لو لم يكن بينه وبين الملقي إليه نسبة ما ما قبل شيئا لكنه خفي عنه ذلك فلما حصل له الوحي ومقامه الواو لأنه روحاني علوي والرفع يعطي العلو وهو باب الواو المعتلة فعبرنا عنه بالرسول الملكي الروحاني جبريل كان أو غيره من الملائكة ولما أودع الرسول البشري ما أودع من أسرار التوحيد والشرائع أعطى من الاستمداد والإمداد الذي يمد به عالم التركيب وخفي عنه سر الاستمداد ولذلك قال ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ وقال إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ولما كان موجودا في العالم السفلي عالم الجسم والتركيب أعطيناه الياء المكسور ما قبلها المعتلة وهي من حروف الخفض فلما كانا علتين لوجود الأسرار الإلهية من توحيد وشرع وهبا سر الاستمداد فلذلك مدتا وأما الفرق الذي بينهما وبين الألف فإن الواو والياء قد يسلبان عن هذا المقام فيحركان بجميع الحركات كقوله ووَجَدَكَ وتؤوي وولوا الأدبار ينأون يغنيه إِنَّكَ مَيِّتٌ وقد يسكنان بالسكون الحي كقوله وما هُوَ بِمَيِّتٍ ويَنْأَوْنَ وشبههما والألف لا تحرك أبدا ولا يوجد ما قبلها أبدا إلا مفتوحا فاذن فلا نسبة بين الألف وبين الواو والياء فمهما حركت الواو والياء فإن ذلك مقامها ومن صفاتها ومهما ألحقتا بالألف في العلية فذلك ليس من ذاتها وإنما ذلك من جانب القديم سبحانه لا يحتمل الحركة ولا يقبلها ولكن ذلك من صفة المقام وحقيقته الذي نزلت به الواو والياء فمدلول الألف قديم والواو والياء محركتان كانتا أو لا محركتان فهما حادثان فإذا ثبت هذا فكل ألف أو واو أو ياء ارتقمت أو حصل النطق بها فإنما هي دليل وكل دليل محدث يستدعي محدثا والمحدث لا يحصره الرقم ولا النطق إنما هو غيب ظاهر وكذلك يس ون فنجده نطقا وهو ظهوره ولا نجده رقما وهو غيبه وهذا سبب حصول العلم بوجود الخالق لا بذاته بوجود لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ لا بذاته واعلم أيها المتلقي أنه كل ما دخل تحت الحصر فهو مبدع أو مخلوق وهو محلك فلا تطلب الحق لا من داخل ولا من خارج إذ الدخول والخروج من صفات الحدوث فانظر الكل في الكل تجد الكل فالعرش مجموع والكرسي مفروق‏

يا طالبا لوجود الحق يدركه *** ارجع لذاتك فيك الحق فالتزم‏

ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فلو لم يرجعوا لوجدوا النور فلما رجعوا باعتقاد القطع ضرب بينهم بالسور وإلا لو عرفوا من ناداهم بقوله ارْجِعُوا وَراءَكُمْ لقالوا أنت مطلوبنا ولم يرجعوا فكان رجوعهم سبب ضرب السور بينهم فبدت جهنم فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ والْغاوُونَ وبقي الموحدون يمدون أهل الجنان بالولدان والحور الحسان من حضرة العيان فالوزير محل صفات الأمير والصفة التي انفرد بها الأمير وحده هي سر التدبير الذي خرجت عنه الصفات فعلم ما يصدر له من صفته وفعله جملة ولم يعلم ذلك الوزير إلا تفصيلا وهذا هو الفرق فتأمل ما قلناه تجد الحق إن شاء الله فإذا تبين هذا وتقرر أن الألف هي ذات الكلمة واللام ذات عين الصفة والميم عين الفعل وسرهم الخفي هو الموجد إياهم‏

«وصل» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]



- Meccan conquests - page62-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!