The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 291 - from the part 1 - [أولية الحق ووجوده وأولية العالم ووجوده‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page291-from part1-[أولية الحق ووجوده وأولية العالم ووجوده‏]


إن الزمان إذا حققت حاصله *** محقق فهو بالأوهام معلوم‏

مثل الطبيعة في التأثير قوته *** والعين منها ومنه فيه معدوم‏

به تعينت الأشياء وليس له *** عين يكون عليه منه تحكيم‏

العقل يعجز عن إدراك صورته *** لذا نقول بأن الدهر موهوم‏

لو لا التنزه ما سمي الإله به *** وجوده فله في القلب تعظيم‏

أصل الزمان إذا أنصفت من أزل *** فحكمه أزلي وهو محكوم‏

مثل الخلأ امتداد ما له طرف *** في غير جسم بوهم فيه تجسيم‏

[أولية الحق ووجوده وأولية العالم ووجوده‏]

اعلم أولا أن الله تعالى هو الأول الذي لا أولية لشي‏ء قبله ولا أولية لشي‏ء يكون قائما به أو غير قائم به معه فهو الواحد سبحانه في أوليته فلا شي‏ء واجب الوجود لنفسه إلا هو فهو الغني بذاته على الإطلاق عن العالمين قال تعالى فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ بالدليل العقلي والشرعي فوجود العالم لا يخلو ما أن يكون وجوده عن الله لنفسه سبحانه أو لأمر زائد ما هو نفسه إذ لو كان نفسه لم يكن زائدا ولو كان نفسه أيضا لكان مركبا في نفسه وكانت الأولية لذلك الأمر الزائد وقد فرضنا أنه لا أولية لشي‏ء معه ولا قبله فإذا لم يكن ذلك الأمر الزائد نفسه فلا يخلو إما أن يكون وجودا أو لا وجودا محال أن يكون لا وجود فإن لا وجود لا يصح أن يكون له أثر إيجاد فيما هو موصوف بأن لا وجود وهو العالم فليس أحدهما بأولى بتأثير الإيجاد من الآخر إذ كلاهما أن لا وجود فإن لا وجود لا أثر له لأنه عدم ومحال أن يكون وجودا فإنه لا يخلو عند ذلك إما أن يكون وجوده لنفسه أو لا يكون محال أن يكون وجوده لنفسه فإنه قد قام الدليل على إحالة أن يكون في الوجود اثنان واجبا الوجود لأنفسهما فلم يبق إلا أن يكون وجوده بغيره ولا معنى لا مكان العالم إلا أن وجوده بغيره فهو العالم إذن أو من العالم ولو كان وجود العالم عن الله لنسبة ما لولاها ما وجد العالم تسمى تلك النسبة إرادة أو مشيئة أو علما أو ما شئت مما يطلبه وجود الممكن فيكون الحق تعالى بلا شك لا يفعل شيئا إلا بتلك النسبة ولا معنى للافتقار إلا هذا وهو محال على الله فإن الله له الغني على الإطلاق فهو كما قال غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فإن قيل إن المراد بالنسبة عين ذاته قلنا فالشي‏ء لا يكون مفتقرا إلى نفسه فإنه غني لنفسه فيكون الشي‏ء الواحد فقيرا من حيث ما هو عني كل ذلك لنفسه وهو محال وقد نفينا الأمر الزائد فاقتضى ذلك أن يكون وجود العالم من حيث ما هو موجود بغيره مرتبطا بالواجب الوجود لنفسه وإن عين الممكن محل تأثير الواجب الوجود لنفسه بالإيجاد ولا يعقل إلا هكذا فمشيئته وإرادته وعلمه وقدرته ذاته تعالى الله أن يتكثر في ذاته علوا كبيرا بل له الوحدة المطلقة وهو الواحد الأحد الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ فيكون مقدمة ولَمْ يُولَدْ فيكون نتيجة ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فيكون به وجود العالم نتيجة عن مقدمتين عن الحق والكفؤ تعالى الله وبهذا وصف نفسه سبحانه في كتابه لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة ربه فنزلت سورة الإخلاص تخلصت من الاشتراك مع غيره تعالى الله في تلك النعوت المقدسة والأوصاف فما من شي‏ء نفاه في هذه السورة ولا أثبته إلا وذلك المنفي أو المثبت مقالة في الله لبعض الناس وبعد أن بينا لك ما ينبغي أن يكون عليه من نحن مفتقرون إليه وهو الله سبحانه فلنبين ما بوبنا عليه فاعلم أن نسبة الأزل إلى الله نسبة الزمان إلينا ونسبة الأزل نعت سلبي لا عين له فلا يكون عن هذه الحقيقة وجود فيكون الزمان للممكن نسبة متوهمة الوجود لا موجودة لأن كل شي‏ء تفرضه يصح عنه السؤال بمتى ومتى سؤال عن زمان فلا بد أن يكون الزمان أمرا متوهما لا وجودا ولهذا أطلقه الحق على نفسه في قوله وكانَ الله بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً ولِلَّهِ الْأَمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ وفي السنة تقرير قول السائل أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ولو كان الزمان أمرا وجوديا في نفسه ما صح تنزيه الحق عن التقييد إذ كان حكم الزمان يقيده فعرفنا أن هذه الصيغ ما تحتها أمر وجودي‏

[الزمان: معقوله ومدلوله‏]

ثم نقول إن لفظة الزمان اختلف الناس في معقولها ومدلولها فالحكماء تطلقه بإزاء أمور مختلفة وأكثرهم على أنه مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك والمتكلمون يطلقونه بإزاء أمر آخر وهو مقارنة حادث لحادث يسأل عنه بمتى والعرب تطلقه وتريد به الليل والنهار وهو مطلوبنا في هذا الباب والليل والنهار فصلا اليوم فمن طلوع‏



- Meccan conquests - page291-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!