The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 227 - from the part 1 - [الميراثان: الروحاني والمحمدي‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page227-from part1-[الميراثان: الروحاني والمحمدي‏]


مواجها بلسان أنت قلت لهم *** بأنك الله وهو الله علامة

جوابه قيل ما قد قيل فاعف ولا *** تنظر لجرم الذي أرداه إجرامه‏

صلى عليه إله الخلق من رجل *** أعطى وأعطى الذي أعطاه إكرامه‏

[الميراثان: الروحاني والمحمدي‏]

اعلم أيدك الله بروح القدس إنا قد عرفناك إن العيسوى من الأقطاب هو الذي جمع له الميراثان الميراث الروحاني الذي يقع به الانفعال والميراث المحمدي ولكن من ذوق عيسى عليه السلام لا بد من ذلك وقد بينا مقاماتهم وأحوالهم فلنذكر في هذا الباب نبذا من أسرارهم‏

[سريان الحال عن طريق اللمس أو المعانقة]

فمنها أنهم إذا أرادوا أن يعطوا حالا من الأحوال التي هم عليها وهي تحت سلطانهم لما يرون في ذلك الشخص من الاستعداد إما بالكشف وإما بالتعريف الإلهي فيلمسون ذلك الشخص أو يعانقونه أو يقبلونه أو يعطونه ثوبا من لباسهم أو يقولون له ابسط ثوبك ثم يغرفون له مما يريدون أن يعطوه والحاضر ينظر أنهم يغرفون في الهواء ويجعلونه في ثوبه على قدر ما يحد لهم من الغرفات ثم يقولون له ضم ثوبك مجموع الأطراف إلى صدرك أو ألبسه على قدر الحال التي يحبون أن يهبوه إياها فأي شي‏ء فعلوا من ذلك سرى ذلك الحال في ذلك الشخص المأمور المراد به من وقته لا يتأخر وقد رأينا ذلك لبعض شيوخنا جاء لأقوام من العامة فيقول لي هذا شخص عنده استعداد فيقرب منه فإذا لمسه أو صربه بصدره في ظهره قاصدا أن يهبه ما أراد سرى فيه ذلك الحال من ساعته وخرج مما كان فيه وانقطع إلى ربه وكان أيضا له هذه الحال مكي الواسطي المدفون بمكة تلميذ أزدشير كان إذا أخذه الحال يقول لمن يكون حاضرا معه عانقني أو تعرف الحاضر أمره فإذا رآه متلبسا بحاله عانقة فيسري ذلك الحال في هذا الشخص ويتلبس به شكى جابر بن عبد الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يثبت على ظهر الفرس فضرب في صدره بيده فما سقط عن ظهر فرس بعد ونخس رسول الله صلى الله عليه وسلم مركوبا كان تحت بعض أصحابه بطيئا يمشي به في آخر الناس فلما نخسه لم يقدر صاحبه على إمساكه وكان يتقدم على جميع الركاب وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بطيئا لأبي طلحة يوم أغير على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق ذلك الفرس إنا وجدناه لبحرا فما سبق بعد ذلك‏

وشكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة أنه ينسى ما يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبا هريرة ابسط رداءك فبسط أبو هريرة رداءه فاغترف رسول الله صلى الله عليه وسلم غرفة من الهواء أو ثلاث غرفات وألقاها في رداء أبي هريرة وقال له ضم رداءك إلى صدرك فضمه إلى صدره فما نسي بعد ذلك شيئا يسمعه‏

وهذا كله من هذا المقام‏

[السببية والنسب الأسمائية]

فانظر في سر هذا الأمر أنه ما ظهر شي‏ء من ذلك إلا بحركة محسوسة لإثبات الأسباب التي وضعها الله ليعلم أن الأمر الإلهي لا ينخرم وأنه في نفسه على هذا الحد فيعرف العارف من ذلك نسب الأسماء الإلهية وما ارتبط بها من وجود الكائنات وأن ذلك تقتضيه الحضرة الإلهية لذاتها فنصرف العالم المحقق بهذه الأمور والتنبيهات الإلهية على إن الحكمة فيما ظهر وأن ذلك لا يتبدل وأن الأسباب لا ترفع أبدا وكل من زعم أنه رفع سببا بغير سبب فما عنده علم لا بما رفع به ولا بما رفع فلم يمنح عبد شيئا أفضل من العلم والعمل به وهذه أحوال الأدباء من عباد الله تعالى‏

[إعجاز البيان وإعجاز القرآن‏]

ومن أسرارهم أيضا أنهم يتكلمون في فصول البلاغة في النطق ويعلمون إعجاز القرآن ولم يعلم منهم ولا حصل لهم من العلم بلسان العرب والتحقق به على الطريقة المعهودة من قراءة كتب الأدب ما يعلم أنهم حصل لهم ذلك من هذه الجهة بل كان ذلك لهم من الهبات الإلهية بطريق خاص يعرفونه من نفوسهم إذا أعطوا العبارة عن الذي يرد عليهم في بواطنهم من الحقائق وهم أميون وإن أحسنوا الكتابة من طريق النقش ولكن هم عوام الناس فينطقون بما هو خارج في المعتاد عن قوتهم إذ لم يكونوا من العرب وإن كانوا من العرب فلم يكونوا إلا بالنسب لا باللسان فيعرف الإعجاز فيه منه فمن هنالك يعرف إعجاز القرآن وذلك قول الحق قيل لي في بعض الوقائع أ تعرف ما هو إعجاز القرآن قلت لا قال كونه إخبارا عن حق التزم الحق يكن كلامك معجزا فإن المعارض للقرآن أول ما يكذب فيه أنه يجعله من الله وليس من الله فيقول على الله ما لا يعلم فلا يثمر ولا يثبت فإن الباطل زهوق لا ثبات له ثم يخبر في كلامه عن‏



- Meccan conquests - page227-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!