The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 230 - from the part 4 - [إن الله قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page230-from part4-[إن الله قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه‏]


الكريم على أهلك وفي قومك فما هي سخرية به فإنه كذلك كان وهي سخرية به لأنه خاطبه بذلك في حالة ذله وإباحة حماه وانتهاك حرمته فما ظهر معتز في العالم إلا بصورة الحق أي بصفته إلا إن الله ذمها في موطن وحمدها في موطن وذلك الموطن المحمود أن يكون هو الذي يعطي ذلك على علم من العبد فهو صاحب اعتزاز في ذلك ومن ليس له هذا المقام فهو ذو اعتزاز في غير ذل وإن أحس بالذل في نفسه لأنه مجبول على الذلة والافتقار والحاجة بالأصالة لا يقدر أن ينكر هذا من نفسه ولذلك قال الله بأنه يطبع عَلى‏ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ فلا يدخله الكبرياء والجبروت وإن ظهر بهما فإنه يعرف في قلبه أنه لا فرق بالأصالة بينه وبين من تكبر عليهم ونجبر وأعظم الاعتزاز من حمى نفسه من أن يقوم به وصف رباني وليس إلا العبد المحض فإن ظهر بأمر الله فأمر الله أظهره فإعزاز الله عبده أن لا يقوم به من نعوت الحق في العموم نعت أصلا فهو منبع الحي من صفات ربه وإنما قلنا في العموم لأن صفات الحق في العموم ليست إلا ما يقتضي التنزيه خاصة المعبر عنها بالأسماء الحسنى والتي في الخصوص إن جميع الصفات كلها لله التي يقال إنها في العبد بحكم الأصالة وإن اتصف الحق بها والأسماء الحسنى في الحق بحكم الأصالة وإن اتصف العبد بها وعند الخصوص كلها لله وإن اتصف العبد بها ومتى لم يعتز العبد في حماه عن قيام الصفات الربانية به في العموم فما اعتز قط لأنه ما امتنع عنها وذلك إذا حكمت فيه عن غير أمر الله كفرعون وكل جبار ومن له هذه الصفة الحجابية وإن أخذها عن أمر الله ولكنه لما قام بها في الخلق وظهر بها اعتز في نفسه على أمثاله فلحق بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا وهم ملوك الإسلام وسلاطينهم وأمراؤهم فيفتخرون بالرياسة على المرءوسين جهلا منهم ولذلك لا يكون أحد أذل منهم في نفوسهم وعند الناس إذا عزلوا عن هذه المرتبة ومن كان في ولايته حاله مع الخلق حاله دون هذه الولاية ثم عزل لم يجد في نفسه أمر أ لم يكن عليه فبقي مشكورا عند الله وعند نفسه وعند المرءوسين الذين كانوا تحت حكم رياسته وهذا هو المعتز بالله بل العزيز الذي منع حماه أن يتصف بما ليس له إلا بحكم الجعل‏

[إن الله قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه‏]

ثم إن الله قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه إذا رأى اهتضام جانب الحق من القوم الذين قال الله فيهم وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ فيعزه العبد بحسن التعليم والتنزل باللفظ المحرر الرافع للشبه في قلوبهم حتى يعز الحق عندهم فيكون هذا العبد معزا للحق الذي في قلوب هؤلاء الذين ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ قبل ذلك فانتزحوا عن ذلك وعبدوا إلها له العزة والكبرياء والتنزيه عما كانوا يصفونه به قبل هذا فهذا نصيبه وحظه من الاسم المعز فإنه حمى قلوب هؤلاء عن أن يتحكم فيهم ما لا يليق بالحق من سوء الاعتقاد والقول وقد ورد في القرآن من ذلك لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ وقولهم يَدُ الله مَغْلُولَةٌ وأمثال هذه الصفات‏

هو المعز ولكن ليس يدريه *** إلا الذي جل عن كيف وتشبيه‏

إن المعز الذي دلت دلائله *** على تنزهه عن كل تنزيه‏

من العباد فإن الحق يكذبه *** بما يقول به في كل تنبيه‏

والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«حضرة الإذلال»

إن المذل هو المعز بعينه *** عند الدخول به وعند خروجه‏

فإذا أذل حبيبه أدناه من *** أكوانه عينا بعيد عروجه‏

[من الحضرة الإذلال خلق الله الخلق‏]

يدعى صاحبها عبد المذل وهو الذليل ومن هذه الحضرة خلق الله الخلق إلا أنه تعالى لما خلق الإنسان من جملة خلقه خلقه إماما وأعطاه الأسماء وأسجد له الملائكة وجعل له تعليم الملائكة ما جهلوه ولم يزل في شهود خالقه فلم تقم به عزة بل بقي على أصله من الذلة والافتقار ولما حمل الأمانة عرضا وجرى ما جرى قال هو وزوجه إذ كانت جزءا منه رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا بما حملاه من الأمانة ثم إن بنيه اعتزوا لمكانة أبيهم من الله لما اجْتَباهُ رَبُّهُ ... وهَدى‏ به من هدى ورجع عليه بالصفة التي كان يعامله بها ابتداء من التقريب والاعتناء الذي جعله خليفة عنه في خلقه وكمل به وفيه وجود العالم وحصل الصورتين ففاز بالسورتين أعني المنزلتين منزلة العزة بالسجود له ومنزلة الذلة بعلمه بنفسه وجهل من جهل من بنيه‏



- Meccan conquests - page230-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!