The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 217 - from the part 4 - «حضرة الوهب وهي للاسم الوهاب»

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page217-from part4-«حضرة الوهب وهي للاسم الوهاب»


الحضرة حكم فيه أم لا فهذا أمر كلي قد ووكلناك فيه إلى نفسك وأنت أعلم والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«حضرة الوهب وهي للاسم الوهاب»

جميع العطايا منه وهب إلهي *** وإن كان لا يدري الوجود الكياني‏

فذلك لا يخفى على كل عاقل *** عن الله إن كان العيان الإلهي‏

فإن لم يكن فالجهل نعت لخلقه *** به وبذا جاء الوجود العياني‏

[الوهب العطاء من الواهب على جهة الإنعام‏]

يدعى صاحب هذه الحضرة عبد الوهاب والوهب العطاء من الواهب على جهة الإنعام لا يخطر له خاطر الجزاء عليه من شكر ولا غيره فإن اقترن به طلب شكر جزاء فليس بوهب وإنما هو عطاء تجارة يطلب به الربح والخسران فإن العطاء الإلهي على أنواع متعددة سيأتي ذكرها في هذا الباب إن شاء الله فمن هذه الحضرة يتجرد العبد عن جميع أغراضه كلها في إحسانه بهباته البدنية والمالية ومعنى البدنية أن يصرف بدنه بسفر أو أي نوع كان من أنواع الحركات البدنية في حق من كان من عباد الله من إنسان أو حيوان لا يبتغي بذلك أجرا ولا يطلب عليه شكرا إلا لمجرد الإنعام على هذا الذي يتحرك من أجله مما له فيه منفعة أو دفع مضرة وكون الله عز وجل يأجره على ذلك ذلك إلى الله تعالى لا إليه بل يفعل ذلك لمجرد قيام هذه الصفة به وحكم هذا الاسم الإلهي عليه فإذا تحرك في العبادات التي لا حظ للخلق فيها كالصلاة والصيام والحج وأمثال ذلك بل كل عبادة مشروعة وهو مستمد من هذه الحضرة فينوي في عبادته تلك ما كان منها لا حظ للمخلوق فيها أن ينشئها ويظهر عينها بحركاته أو مسكه عنها إذا كانت العبادة من التروك لا من الأفعال فينشئها صورة حسنة على غاية التمام في خلقها والكمال لتقوم صورة لها روح بما فيها من الحضور مع الله بالنية الصالحة المشروعة في تلك العبادة يفعلها فرضا كانت أو نفلا من حيث ما هي مشروعة له على الحد المشروع لا يتجاوزه لتسبح الله تلك الصورة التي أنشأها المسماة عبادة وتذكر الله بحسب ما يقتضيه أمره فيها تعالى ويزيد هذا العبد الإنعام على تلك الصورة العملية المشروعة بالظهور لتتصف بالوجود فتكون من المسبحين بحمد الله إنعاما عليها وعلى حضرة التسبيح فيخلق في عباداته السنة مسبحة لله بحمده لم يكن لها عين في الوجود جاءت امرأة إلى مجلس شيخنا عبد الرزاق فقالت له يا سيدي رأيت البارحة في النوم رجلا من أصحابه قد صلى صلاة فانتشأت تلك الصلاة صورة فصعدت وأنا أنظر إليها حتى انتهت إلى العرش فكانت من الحافين به فقال الشيخ صلاة بروح متعجبا من ذلك ثم قال ما تكون هذه الصلاة لأحد من أصحابي إلا لعبد الرزاق يقول ذلك في نفسه فقال لها وعرفت ذلك الشخص من أصحابي قالت نعم هو هذا وأشارت إلى عبد الرزاق الذي خطر للشيخ فيه فقال لها الشيخ صدقت وأخذها مبشرة من الله أخبرني بهذه الحكاية عبد الله ابن الأستاذ الموروري بمورور من بلاد الأندلس وكان ثقة صدوقا كما خلق عيسى عليه السلام كهيئة الطير من الطين فنفخ فيه فكان طائرا بإذن الله ولم يكن لهذه الصورة وجود إلا على يديه ثم نفخ فيها فكانت طائرا بإذن الله أي إن الله أمره بذلك وأذن له فيه كما أمر الله أيضا المؤمن في الشرع وأذن له في إنشاء صور عباداته التي كلفه الله عز وجل بها فإن كان عيسى عليه السلام قد نوى في خلقه ذلك الطائر الإنعام على تلك الصورة لتلحق بالموجودات وينعم على حضرة التسبيح بزيادة المسبحين فيها كان من أهل هذه الحضرة والتحق بهم وإن كان نوى غير ذلك فهو لما نوى وما بين صاحب هذا المقام وغيره إلا مجرد النية ومشاهدة صدور الأعمال منه صورا فإن الأمر في نفسه من إنشاء صور العبادات من المكلفين لا بد منه في كل مكلف قبيحة كانت أو حسنة ويفترقون في النيات والمقاصد وما ثم إلا مكلف فأعظمها منزلة من يقصد بعبادته ما ذكرناه فإن عمل هذا العبد هذه العبادة لكونها أعظم صفة ومنزلة في العبادات فما هو ذلك الذي ذكرناه من هذه الحضرة فإن الأمر لا يقبل الاشتراك فمثل هذا ما أقامه في نشأ صور هذه العبادات إلا كونها من أعظم الصفات وأجلها فتميز بذلك عمن لم يقمه الله في مثل هذا طلبا للأجر والمثوبة وإنما يقصد صاحب هذه الحضرة مجرد الإنعام على ظهور تلك العبادة وزيادة المسبحين لله لا يبتغي بذلك حمدا



- Meccan conquests - page217-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!