The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 171 - from the part 4 - «الباب الثامن والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ...

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page171-from part4-«الباب الثامن والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ...


حتى تحقق بالأدب الإلهي‏

فقال إن الله أدبني فأحسن أدبي‏

فإن الله له نسبة إلى الأغنياء كما له نسبة إلى الفقراء فالعارف ينبغي له أن لا يفوته من الحق شي‏ء في كل شي‏ء فما أحسن تعليم الله عباده فنحن إذا فتح الله أعين بصائرنا وأفهامنا علمنا أن تعليم الله نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الآداب مع المراتب إنا أيضا مرادون بذلك التعليم وننظره في النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كالمثل السائر إياك أعني فاسمعي يا جارة وإن كان هو صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم المقصود لله بالأدب فنحن أيضا المقصودون لله بالتأسي به والاقتداء لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فكل خطاب خاطب به نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مؤدبا له فلنا في ذلك الخطاب اشتراك لا بد من ذلك فانظر يا ولي في هذا الذكر ما ذا نتج من الخير الكثير والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله»

إن القبيح لأقسام مقسمة *** عرفية والتي التشريع بينها

فمن عفا عن مسي‏ء نفسه أنفت *** عن الجزاء لأن السوء عينها

فلا تكن بمحل للقبيح لأن *** الله بالصفة العليا زينها

[لا فقر إلا إلى الله تعالى‏]

قال الله تعالى ولِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ وإن كان له جميع الأسماء التي يفتقر كل فقير إلى مسماها ولا فقر إلا إلى الله فإنه يقول يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله ومع هذا فلا يطلق عليه من الأسماء إلا ما يعطي الحسن عرفا وشرعا ولذلك نعت أسماءه بالحسنى وقال لنا فَادْعُوهُ بِها ثم قال وصية لنا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمائِهِ أي يميلون في أسمائه إلى ما ليس بحسن وإن كان في المعنى من أسمائه لكن منع أن يطلق عليه لما ناط به عرفا أو شرعا بأنه ليس بحسن وهنا قال سَيِّئَةٌ مِثْلُها فالسيئة الأولى سيئة شرعية صاحبها مأثوم عند الله والسيئة الثانية الجزائية ليست بسيئة شرعا وإنما هي سيئة من حيث إنها تسوء المجازي بها كالقصاص فيما لك أن تعفو عنه بهذا الشرط فلما رأى أهل الله أنه تعالى أطلق على ذلك اسم سيئة وقال مِثْلُها ومن اتصف بشي‏ء من ذلك فيقال فيه إنه مسي‏ء على حد ما سمي تلك سيئة سواء فأنف أهل الله أن يكونوا محلا للسوء فاختاروا العفو على الجزاء بالمثل نفاسة وتقديس نفس عن اسم لم يطلقه الله على نفسه كما أطلق الحسن ونبه على الزهد والترك للاخذ عليها بقوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ولم يقل وجزاء المسي‏ء فإن المسي‏ء هو الذي يجازى بما أساء لا السيئة فإن السيئة قد ذهب عينها وهي لا تقبل الجزاء ولو كانت موجودة فإنها لو قبلت الجزاء لزال عينها مثال ذلك إن الجرح الحاصل في الذي تعدى عليه فجرح إذا اقتص من الذي جرحه مثل ما تعدى عليه صار الآخر المجازي مجروحا وما بري‏ء الأول من جرحه فلو قبلت السيئة جزاء لزال عينها منه ولا يزول فلم يبق الجزاء إلا عين المكلف فإن كانت السيئة فعل المكلف لا مفعوله فقد ذهب عين الفعل بذهاب زمانه فلا يقبل الجزاء لأنه قد انعدم فلم يبق إلا المحل المسي‏ء فأنزل المسي‏ء منزلة السيئة وسمي بها وأضيف الجزاء لي السيئة فللمسي‏ء حكم لسيئة فَمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ هذا من أقوم القيل وإن كان القيل الإلهي كله قويما ولكن فيه قويم وأقوم بالنسبة إلينا لأنا قد قدمنا ما من شي‏ء يكون فيه كثرة أمثال إلا ولا بد فيه من التفاضل حتما لأنه لا شي‏ء فوق أسماء الله الحسنى ومع هذا تتفاضل بالإحاطة وعدم الإحاطة وينزل اسم إلهي عن اسم إلهي ويعلو اسم إلهي على اسم إلهي فالجزاء بالأمثال أبدا وما خرج عن الوزن والمقدار بالرجحان لا بالنقص فذلك خارج عن الجزاء ولهذا يرجع الحق عليه بعد ما كان له بخلافه في الخير والحسن فإن الرجحان فيه فضيلة يثنى عليه بها وما أحسن‏

قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في صاحب التسعة فاسمع الولي وقد حكم له بالقصاص أما إنه إن قتله كان مثله‏

يعني قوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فسمي قاتلا بلا شك فتركه وعفا وهذا من السياسة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ»

إن الوفاق لمن طيب الأصول لما *** أتابه الله مما شاءه وشرع‏



- Meccan conquests - page171-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!