The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 146 - from the part 4 - [إن الله حددنا أن لا تجاوز عن الحدود المشروعة]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page146-from part4-[إن الله حددنا أن لا تجاوز عن الحدود المشروعة]


هذه الدار تجليه لجبل موسى عليه السلام ولكن لا يجعله دكا وسبب ذلك الدءوب على هذا الذكر فإنه يورث العبد قوة وتلك القوة من كون الذاكر لا يزال يذكر الله والله جليس من يذكره وإن لم يشعر به فأول ما يفتح الله لكل ذاكر في نفسه معرفة من يذكر الله به فلا يرى الذاكر منه الله إلا لهوية الحق ثم في سمعه ذكره كذلك يشهد أنه لا يسمع ذكر الله منه إلا الله فإذا رأى نفسه حقا كله حينئذ يقع له التجلي الذي وقع لجبل موسى ولموسى فلا يندك ولا يصعق وإن فنى فإنما يفنيه جمال ذلك المشهود

فإن الله جميل ويحب الجمال‏

فلا بد أن يكسو الله باطن هذا العبد من الجمال بحيث إنه لا يتجلى له إلا حبا لما ظهر فيه من الجمال الخاص المقيد به الذي لا يمكن أن يظهر ذلك الجمال إلا في هذا المحل الخاص فإنه لكل محل جمال يخصه لا يكون لغيره ولا ينظر الله إلى العالم إلا بعد أن يجمله ويسويه حتى يكون قبوله لما يرد به عليه في تجليه على قدر جمال استعداده فيكسوه ذلك التجلي جمالا إلى جمال فلا يزال في جمال جديد في كل نجل كما لا يزال في خلق جديد في نفسه فله التحول دائما في باطنه وظاهره لمن كشف الله عن بصيرته غطاء عماه‏

[إن الله حددنا أن لا تجاوز عن الحدود المشروعة]

واعلم أن الحدود الموضوعة في العالم أعني الحدود المشروعة التي أمرنا الحق أن لا نتعداها ثم شرع لنا حدودا تقام علينا إذا تعديناها كل ذلك لنعرف أن الأمر حد كله فينا وفيه دنيا وآخرة لأن بالحدود يقع التمييز وبالتمييز يكون العلم فلو لا الفارق لما تميزت عين من عين ولا كان ثم علم بشي‏ء أصلا وقد تميز لنا وبنا وعنا كما تميزنا له وبه وعنه فعرفنا من نحن ومن هو فإن غلبنا حال يقول ذلك الحال بلسانه‏

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

فيكفيه من قوة أثر الحدود إن فرق بين أنا وبين من أهوى ولو أنه يهوى نفسه فحاله كونه يهوى وهو الفاعل ما هو عين حاله يهوى وهو المفعول فبينت الحدود الأحوال كما بينت الأعيان وهذا علم ما تصل إليه العبارة في أحدية العين ولم يقدر على أن يوحد الحال ولا ذلك بممكن أصلا وفي باب العلم بالله أوصل ما يكون الأمر وأعظم في الأحدية أن يكون وجود العالم عين وجود الحق لا غيره ومعلوم اختلاف صور العالم واختلاف الأسماء الإلهية ولا معنى للاختلاف الواضح إلا العلم بأنه لو لا الحدود لما كان التمييز وإن كان الوجود عينا واحدة وهو الوجود الحق فالموجودات والمعقولات مختلفة ولقد لعن الله على لسان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من غير منار الأرض وهو الحدود لأن التشابه إذا غمض جدا أوقع الحيرة وخفي الحد فيه فإن شخصيات النوع الواحد الأخير متماثلة بالحد متميزة بالشخص فلا بد من فارق في المتماثل بالحد ويكفيك إن جعلته مثله لا عينه‏

فالحد يصحب ما في العلم أجمعه *** والحد يصحبه التحديد في النظر

«الباب الثامن وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ»

لو لا الولاية كنت في الظلمات *** فاختصني الرحمن بالحركات‏

فخرجت منها أبتغي النور الذي *** جمعتني فيه وعين شتاتي‏

ورأيت محياي الذي أسعى له *** وعلمت شأني فيه بعد وفاتي‏

ورأيت في الإنسان كل فضيلة *** والعلم أكمل فيه في الدرجات‏

فضممت للإيمان علما بالذي *** كان الوجود به بغير صفات‏

وبدت لي الأسماء خلف حجابه *** فشهدتها بالكشف عين سماتي‏

إن العناية أشرقت أنوارها *** فسعيت في الأنوار طول حياتي‏

لو لا وجود النور في أبصارنا *** وقلوبنا لسعيت في الظلمات‏

فالله أكبر والكبير بدايتي *** ما دامت الدنيا وبعد مماتي‏

إن الخلافة لا يكون كمالها *** إلا هنا لا في الذي هو آتي‏

فيزول في الجنات نصف وجودها *** لا زالة الأحكام في الدركات‏

لما رأيت عموم رحمة ذاته *** في النشأة الأخرى ولم أر يأتي‏



- Meccan conquests - page146-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!