The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 84 - from the part 4 - الفتوحات المكية

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page84-from part4-الفتوحات المكية


فيه لأنه أخبرني أن النخامة كانت تدور في فيه لا يقدر أن يلقيها من فيه لأنه لا يجد لها محلا تقع فيه خاليا من الحق وقد علم ما جاء في الأدب في إلقائها في الشرع فكان يتحير ورأيت آخر مثله بإشبيلية من بلاد الأندلس وروينا عن الحلاج أنه ذاق من هذا المقام حتى ظهر عليه منه حال المقام فكان له بيت يسمى بيت العظمة إذا دخل فيه ملأه كله بذاته في عين الناظر حتى نسب إلى علم السيمياء في ذلك لجهلهم بما هم عليه أهل الله من الأحوال والمتمكن في هذا المقام لا يظهر عليه بالحال ما يدل على أنه صاحب هذا الذوق ولكن نعوته تجري بحكم هذا المقام لا حاله فإن الحال يعطي خرق العوائد كما قال صاحب محاسن المجالس فيها لما ذكر الأحوال أنها للمريدين قال والأحوال للكرامات يريد خرق العوائد وليست الكرامات في عرف هذا اللسان الأخرق العوائد مع الاستقامة في الحال أو تنتج الاستقامة في الفور لا بد من ذلك عندهم وسبب هذا التحديد إن خرق العادة قد لا يكون كرامة من الله للعبد فأكملهم في مقام العظمة من يجهل حاله ولا يعرف فيعرف ما يعامل به ويجار الناظر فيه إلا أنه على بينة من ربه وبصيرة من أمره فمن أراد أن يعرف أحوال هذا الإمام فليتدبر آيات سورة البقرة آية بعد آية حتى بختمها فهذا القطب مجموع آيها وبالله التوفيق وأما القطب الثامن الذي على قدم الياس عليه السلام وسورته آل عمران وهي البيضاء أيضا ومنازله بعدد آيها ولست أعني بقولي القطب الأول والثاني إن هذا الترتيب بالزمان إنما أريد به ترتيب العدد إلى أن يكمل اثنا عشر قطبا فقد يكون الثاني عشر أو غيره هو الأول بالزمان وإنما أعلمت بذلك لئلا يتوهم من قد أوقفه الله وأطلعه على العلم بأزمان هؤلاء الأقطاب فيرى هذا الترتيب الذي سقناه فيهم أنه ترتيب أزمانهم فلذلك بينت أنه ترتيب العدد لا غير وحال هذا القطب العلم بالمتشابه من كلام الله الذي ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله فيعلمه هذا القطب بإعلام الله خاصة ولا يعلم أبدا إلا بإعلام الله فيكون عنده محكما في تشابهه فيعرف من أي وجه كان التشابه فيه فيحصل له علم المناسبة التي جمعت بين الله وبين من وقع معه التشابه في الآية كآيات التشبيه كلها أو ترقع التشبيه من طريق دلالة للفظ المشترك الذي لا يكون إلا لمناسبة خفية فإن المناسبة في التشبيه جلية وفي الاشتراك خفية كالنور للعلم جلي فتسمى العلم نورا والنور نورا كقوله وجَعَلْنا لَهُ نُوراً وجَعَلْناهُ يعني الوحي وهو العلم نُوراً نَهْدِي به من نَشاءُ من عِبادِنا وفي الاشتراك كالعين فالمناسبة في العينية في كل مسمى بالعين خفية فهي عند هذا القطب جلية بإعلام الله وأما أصحاب التأويل بالنظر في ذلك فما هم على علم وإن صادفوا العلم ومن هذا العلم تعلم أن النساء شقائق الرجال أ لا ترى حواء خلقت من آدم فلها حكمان حكم الذكورة بالأصل وحكم الأنوثة بالعارض فهي من المتشابه فإن الإنسانية مجمع الذكر والأنثى وأين حقيقة الفاعل من المنفعل لمن هو فيه فاعل ولا يفعل إلا في مشاكله وذلك أنه أول ما أحدث الانفعال في نفسه فظهر فيه صورة ما ينفعل عنه وبتلك القوة انفعل عنه ما انفعل وظهر كالبديع والمخترع والحق قد قدمنا تحقيق العلم بالعالم أن العلم يتبع المعلوم والعلم صفة العالم والمعطي العلم ما هو المعلوم عليه ثم يعطي العالم إيجاد المعلوم كما يعطي المخترع إيجاد الأمر المخترع وإظهاره في الوجود فمن هنا يعرف لما حبب الله النساء لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فمن أحب النساء حب النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لهن فقد أحب الله والجامع الانفعال لما كان من إعطاء المعلوم العلم ليقال فيه إنه عالم فهو أول منفعل لمعلوم وظهر في عيسى انفعاله عن مريم في مقابلة حواء من آدم إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ فيفهم قول الله عز وجل يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ من ذَكَرٍ مثل حواء وأُنْثى‏ مثل عيسى وبالمجموع مثل بنى آدم باقي الذرية فهي الجامعة لخلق الناس ولقد كنت من أكره خلق الله تعالى في النساء وفي الجماع في أول دخولي إلى هذا الطريق وبقيت على ذلك نحوا من ثمان عشرة سنة إلى أن شهدت هذا المقام وكان قد تقدم عندي خوف المقت لذلك لما وقفت‏

على‏

الخبر النبوي أن الله حبب النساء لنبيه ص‏

فما أحبهن طبعا ولكنه أحبهن بتحبيب الله إليه فلما صدقت مع الله في التوجه إليه تعالى في ذلك من خوفي مقت الله حيث أكره ما حببه الله لنبيه أزال عني ذلك بحمد الله وحببهن إلي فإنا أعظم الخلق شفقة عليهن وأرعى لحقهن لأني في ذلك على بصيرة وهو عن تحبب لا عن حب طبيعي وما يعلم قدر النساء إلا من علم وفهم عن الله ما قاله في حق زوجتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عند ما تعاونا عليه وخرجا عليه كما ذكر الله في سورة التحريم وجعل في مقابلة



- Meccan conquests - page84-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!