The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 5 - from the part 4 - «الباب الرابع وأربعمائة في معرفة منازلة من شق على رعيته سعى في هلاك ملكه ومن رفق بهم بقي ملكا ...

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page5-from part4-«الباب الرابع وأربعمائة في معرفة منازلة من شق على رعيته سعى في هلاك ملكه ومن رفق بهم بقي ملكا ...


فما تم إلا عبده وهو ربه *** وما تم إلا راحم ورحيم‏

أراد بالرحيم هنا المرحوم اسم مفعول مثل قتيل وجريح وطريد ولا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله وهي أعيان العالم وإنما التبديل لله لا لهم ما نَنْسَخْ من آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها وفي قراءة أو ننساها فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ومن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله وهي ما بشرنا به من عموم مغفرته من بَعْدِ ما جاءَتْهُ فمن هنا وإن كانت شرطا ففيها رائحة الاستفهام وقال في الجواب فَإِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقابِ ولم يقل فإن الله يعاقب من بدل نعمة الله فهو كما قال شَدِيدُ الْعِقابِ في حال العقوبة فما ثم من يقدر يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءَتْهُ فيبدل نعمة الله بما هو خير منها بحسب حاجة الوقت فإن الحكم له أو مثلها والنسخ تبديل لا بدائم أنه القائل‏

أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا

فمن لم يظن بالله خيرا فقد عصى أمره وجهل ربه وأشقى من إبليس فلا يكون وقد أخبر الله تعالى عنه أنه يتبرأ من الكافر ووصفه بالخوف لله رب العالمين وقد ذكر تعالى أنه إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِهِ الْعُلَماءُ وأتم هذه الآية بقوله إِنَّ الله عَزِيزٌ أي يمتنع أن يؤثر فيه أمر يحول بينه وبين عموم مغفرته على عباده غَفُورٌ ببنية مبالغة في الغفران بعمومها فهي رجاء مطلق للعصاة على طبقاتهم وقوله فيمن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءَتْهُ أنه شَدِيدُ الْعِقابِ أي يسرع تعالى إلى من هذه صفته بالعقاب وهو أن يعقبه فيما بدله أن التبديل لله عز وجل ليس له فيعرفه أنه بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فإن الله ما قرن بهذا العقاب ألما ومتى لم يقرن الألم بعذاب أو عقاب فله محمل في عين الأمر المؤلم فإنه لا يخاف إلا من الألم ولا يرغب إلا في الالتذاذ خاصة هذا يقتضيه الطبع الذي وجد عليه من يقبل الألم واللذة وقد أعطى الله لعبيدة في القرآن من الاحتجاج ما لا يحصى كثرة كل ذلك تعليم من الله فلو كان الشقاء يستأصل الشقي ما بسط الله لعباده من الرحمة ما بسط ولا ذكر من الحجج ما ذكره وهو قوله وعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وكانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً ولا يعظم الفضل الإلهي إلا في المسرفين والمجرمين وأما في المحسنين ف ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ من سَبِيلٍ فإن الفضل الإلهي جاءهم ابتداء وبه كانوا محسنين وما بقي الفضل الإلهي إلا في غير المحسنين والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ويَهْدِي من يَشاءُ. إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏

«الباب الرابع وأربعمائة في معرفة منازلة من شق على رعيته سعى في هلاك ملكه ومن رفق بهم بقي ملكا كل سيد قتل عبدا من عبيده فإنما قتل سيادة من سياداته إلا أنا فانظره»

حكم الإضافة يبقيه ويبقينا *** وتلك حكمته سبحانه فينا

لو لا العبيد لما كانت سيادة من *** ساد العباد ولا كانوا موالينا

قد قال في خلدي ما كان معتقدي *** عند النداء كما كنا يكونونا

ما يعدم الحق موجودا لزلته *** وكيف يعدم من فيه يوالينا

بكونه كان خلاقا وليس له *** في نفسه أثر ولا يبارينا

[إن الإمامة اعطا الله على الإنسان‏]

قال الله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لم يقل رب نفسه لأن الشي‏ء لا يضاف إلى نفسه فهذه وصية إلهية لعباده لما خلقهم على صورته وأعطى من أعطى منهم الإمامة الكبرى والدنيا وما بينهما وذلك‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كلكم راع ومسئول عن رعيته‏

فأعلى الرعاء الإمامة الكبرى وأدناها إمامة الإنسان على جوارحه وما بينهما ممن له الإمامة على أهله وولده وتلامذته ومماليكه فما من إنسان إلا وهو مخلوق على الصورة ولهذا أعمت الإمامة جميع الأناسي والحكم في الكل واحد من حيث ما هو إمام والملك يتسع ويضيق كما قررنا فالإمام مراقب أحوال مماليكه مع الأنفاس وهذا هو الإمام الذي عرف قدر ما ولاة الله عليه وقدمه كل ذلك ليعلم أن الله رقيب عليه وهو الذي استخلفه ثم نبهه على أمر لو عقل عن الله وذلك أن السيد إذا نقصه عين أو حال ممن ساد عليه فإنه قد نقص من سيادته بقدر ذلك وعزل بقدر ذلك كمن أعتق شقصا له في عبد فقد عتق من العبد ما عتق ولم يسر العتق في العبد كله إلا أن يعتق كله كذلك الإمام إن غفل بلهوه وشأنه وشارك رعيته فيما هم عليه من فنون اللذات ونيل الشهوات ولم ينظر من أحوال ما هو مأمور بالنظر في أحواله‏



- Meccan conquests - page5-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!