The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 546 - from the part 3 - [إن الله ينكر بالرؤية ولا ينكر بالعلم‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page546-from part3-[إن الله ينكر بالرؤية ولا ينكر بالعلم‏]


أ لا ترى إلى قوله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الذي ليس من شأنه ولا من شأن الأنبياء عليه السلام إن ينهزم ولا إن يقتل في مصاف لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً ولَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً فوصفه بالانهزام وقوله صدق أ لا ترى ذلك عن رؤيته أجسامهم أ ليسوا أناسا مثله فما ينهزم إلا من أمر يريد إعدامه ولا يملأ مع شجاعته وحماسته رعبا إلا من شي‏ء يهوله فلو لم ير منهم ما هو أهول مما رآه ليلة إسرائه ما امتلأ رعبا مما رآه وقد رأيناهم وما ملئنا رعبا لأنا ما شهدنا منهم إلا صور أجسامهم فرأيناهم أمثالنا فذلك الذي كان يملؤه رعبا وما ذكر الله إلا رؤية عينهم لأنه قال لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ فوصفه بالاطلاع فهم أسفل منه بالمقام ومع هذا كان يولي منهم فرارا خوفا أن يلحق بهم فينزل عن مقامه ويملأ منهم رعبا لئلا يؤثروا فيه كما قلنا من تأثير الأدنى في الأعلى‏

كقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم رب ضاحك مل‏ء فيه لا يدري أرضى الله أم أسخطه‏

وقال ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ الله ومن علم الأمر على هذا حقيق عليه أن يولي فرارا ويملأ رعبا هل رأيتم عاقلا يقف على جرف مهواة إلا ويفر خوفا من السقوط فانظر فيما تحت هذا النعت الذي وصف الله به نبيه لو اطلع على الفتية مع علو رتبتهم وشأنهم فعلوه أعلى ورتبته أسنى فعرفنا بذلك ينهنا على علو رتبة نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فأعيان الفتية كانت المشهودة لنا ولم نول ولا ملئنا رعبا وأعيان الفتية لو اطلع عليهم نبينا لولى فرارا منهم ولملئ رعبا فانظر إلى ما ذا ترجع صور العالم هل لأنفسهم أو لرؤية الناظر وتدبر ما قلناه كما تعلم قطعا إن حبال السحرة وعصيهم في عينها حبال وعصى وفي نظرنا حيات فهي عين الحيات وهي عين العصي والحبال فانظر ما ترى‏

[إن الله ينكر بالرؤية ولا ينكر بالعلم‏]

واعلم ما تنظر وكن بحيث تعلم لا بحيث ترى فإن الله ينكر بالرؤية ولا ينكر بالعلم فإذا لم ينكر بالرؤية فبشاهد العلم لم ينكر والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة زمان الشي‏ء وجوده إلا أنا فلا زمان لي وإلا أنت فلا زمان لك فأنت زماني وأنا زمانك»

إذا قلنا بأن النعت عين *** فأين الواحد المنعوت منه‏

وقد جاء الخطاب الحق فينا *** أخذناه عن الإرسال منه‏

بأن الله ليس له شريك *** ولا مثل ولا يبديه كنه‏

فإن حصلت سر الكون فيه *** فكن منه على علم وصنه‏

فمهما قلت أ لست أنا بلا هو *** فضد القول والتعيين من هو

إذا حققت قولي يا قسيمي *** علمت فلم تقل من أنت من هوقال الله تعالى حكاية عن قوم يقولون وما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وصدقوا فإنه‏

قد ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن الله هو الدهر

فما أهلكهم إلا الله كما هو في نفس الأمر

[أن الزمان نسبة لا وجود له في عينه‏]

اعلم أن الزمان نسبة لا وجود له في عينه وقد أطال الناس الكلام في ماهيته فخرج من مضمون كلامهم ما ذكرناه من أنه نسبة وأنه يحدث بحدوث السؤال بمتى فيحدث له أسماء بحدوث السؤال مثل حين وإذ وإذا وحروف الشرط كلها أسماء الزمان والمسمى أمر عدمي كلفظة العدم فإنها اسم مسماها لا عين له مع تعقل الحكم له فلنمثل ليفهم ما ذكرناه يقال متى جاء زيد الجواب حين طلعت الشمس مثلا وإذا طلعت الشمس ومتى تطلع الشمس من مغربها حين يأذن الله لها في ذلك وإذا يأذن الله ومهما أذن الله لها طلعت في جواب هل تطلع الشمس من المغرب فيعود مشرقا فيكون هذا وأمثاله جوابه فيعقل منه الزمان إن جاء زيد أكرمتك المعنى حين يجي‏ء زيد أكرمك المعنى زمان مجي‏ء زيد زمان وجوب كرامتك على التي أوجبها على نفسي بمجي‏ء زيد فهو للمحدثات زمان وللقديم أزل ومعقوليته أمر متوهم ممتد لا طرفين له فنحكم عليه بالماضي لما مضى فيه ونحكم عليه بالمستقبل لما يأتي فيه ونحكم عليه بالحال لما هو فيه وهو مسمى الآن والآن وإن كان زمانا فهو حد لما مضى في الزمان ولما استقبل في الزمان كالنقطة تفرض في محيط الدائرة فتعين لها البدء والغاية حيث فرضتها منها فالأزل والأبد عدم طرفي الزمان فلا أول له ولا آخر والدوام له وهو زمان الحال والحال له الدوام فلا يزال العالم في حكم زمان الحال ولا يزال حكم الله‏



- Meccan conquests - page546-from the part3


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!