The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 482 - from the part 3 - الفتوحات المكية

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page482-from part3-الفتوحات المكية


ألا إن أهل الله بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا *** كما إن أهل الشرك بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‏

فإن الذي أقصاه يمتاز بالسفلى *** وإن الذي أدناه قد فاز بالعليا

ألا تلحظن الركب أسفل منهم *** فكل فريق من مكانته أدنى‏

ولما رأينا أن الله قد اختص بالخمس في مثل هذا الموطن وفي قسمة هذا النوع الذي هو المغنم علمنا أن الله ما راعى من الأقسام التي تعتبر في العالم إلا مراعاة الجيش عند اللقاء من كونه عز وجل ملكا قاهرا حيث أثبت له أعداء ينازعونه وتقسيم الجيش عند اللقاء على خمسة أقسام قلب وهو موضع الإمام وهو الذي اصطفاه الله من نشأة عبده‏

حين قال وسعني قلب عبدي‏

وما بقي فميمنة وميسرة ومقدمة وساقة فلهذا كان الخمس لله والأربعة الأخماس الباقية لمن بقي فإن العدو الذي نصبه الله أخبر الله عنه أنه يأتي من بين أيدينا ومن خلفنا فنلقاه بالمقدمة والساقة وعن أيماننا فنلقاه بالميمنة وعن شمائلنا فنلقاه بالميسرة وليس للعدو غرض إلا في القلب ليزيل ملك الجيش من القلب ما له غرض إلا في هذا فذب الله عن قلب العبد الذي هو موضع نظره الذي وسعه بهؤلاء الذين رتبهم في هذه الأماكن التي يدخل العدو منها فعليه يقاتل هذا الجيش وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الذي يقاتل في سبيل الله هو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏

وهم الأعداء فهو يمدهم من القلب في الباطن وهم يذبون عنه من الظاهر من الجهات التي يطلب العدو والفرصة فيها فمن هنا كان له الخمس من المغنم الذي نص عليه أنه نصيبه لأنه ناصر المؤمنين على أعدائه والجيش ناصر دينه ذلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى‏ لَهُمْ فما لهم قلب ينصرهم‏

إن لله نصيبا وافرا *** هو خمس الفي‏ء من غير مزيد

فله القلب الذي يعمره *** وهو العرش الإلهي المجيد

والذي يبقى فقد قسمه *** اختصاصا منه في بعض العبيد

فالذي حاز الذي سطره *** قلمي فاز بما يعطي الوجود

فرسول أو ولي وارث *** ما له في علمنا غير الشهود

والذي يعلمه الله فما *** لي علم فيه إلا أن يجود

وفي هذا المنزل علم هل يتعلق العلم الواحد بجميع المعلومات أو لكل معلوم علم أو يختلف بالنسبة إلى العالم وما هو العلم هل هو ذات العالم أو صفة قائمة به أو نسبة ما هي ذات العالم ولا صفته وفيه علم ما يؤدي إليه المناسبات بين الأشياء من التألف والاجتماع وفيه علم من عمل بعملك فهو منك وفيه علم الاستناد وحماية المستند ومشاركته في المشقة وترك ما يرى تركه وإن كان محبوبا لك والايمان الذي لا يزلزله شي‏ء وفيه علم ما توجبه مكارم الأخلاق على من قامت به وعلم المقامات وما يختص بهذا المنزل منها وفيه علم الكثير والقليل ومن هو كثير بالقوة وكثير بالعدد وكذلك في القلة وفي علم فيه مزلة قدم وهو أنه يعطيك أن تكون مع كل من يريد منك أمر أما أن تكون له بما يريده منك وإنما هو مزلة قدم لاختلاف الأغراض وتقييد المؤمن بما قلده من الحكم الذي قيده وفيه علم ما ينبغي أن يستعد له مما لا يستعد له وفيه علم معاملة من تجهل أمره كيف تعامله وفيه علم يعلم به أنه ما يقابلك من العالم ولا من الحق إلا صفتك وفيه علم إلحاق الرءوس بالأذناب في الحكم وهو الحال الذي يستوي فيه الرئيس والمرءوس كالنوع الوسط الذي هو نوع لما فوقه وجنس لما تحته وفيه علم التحريش ثم التبري منه هل ينفع ذلك التبري أم لا ينفع وفيه علم إدراك الخيال في صورة المحسوس في اليقظة وما ثم شي‏ء محسوس مخيل من خارج ولا من داخل بل هو كالسراب تراه ماء وكالصغير في السراب تراه كبيرا وكالجبل الأبيض تراه على البعد أسود فهذا خارج عن الحس والخيال وفيه علم السبب الذي يدعو الإنسان إلى أن يدعو على نفسه بالهلاك ويطلب العلامة في نفسه بما يرديه وفيه علم ما يتوهم أنه قادر عليه وليس بقادر عليه ولما ذا يرجع الإعجاز هل يرجع لأمر لا يقدر مخلوق عليه أو لأمر كان يقدر عليه ثم صرف عنه وفبه علم ما تنتجه التقوى في المتقي وفيه علم الفرق بين الرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وبين المؤمنين وفيه علم ما يريده المخاطب من المخاطب إذا



- Meccan conquests - page482-from the part3


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!