The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 173 - from the part 1 - [منزل المدح‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page173-from part1-[منزل المدح‏]


محكما والراقد مسلما فهذا قد ذكرنا صفات هؤلاء التسعة عشر صنفا في أحوالهم فلنذكر ما يتضمن كل صنف من أمهات المنازل وكل منزل من هذه الأمهات يتضمن أربعة أصناف من المنازل الصف الأول يسمى منازل الدلالات والصنف الآخر يسمى منازل الحدود والصنف الثالث يسمى منازل الخواص والصنف الرابع يسمى منازل الأسرار ولا تحصى كثرة فلنقتصر على التسعة عشر ولنذكر أعداد ما تنطوي عليه من الأمهات وهذا أولها

[منزل المدح‏]

منزل المدح له منزل الفتح فتح السرين ومنزل المفاتيح الأول ولنا فيه جزء سميناه مفاتيح الغيوب ومنزل العجائب ومنزل تسخير الأرواح البرزخية ومنزل الأرواح العلوية ولنا في بعض معانيه من النظم قولنا

منازل المدح والتباهي *** منازل ما لها تناهي‏

لا تطلبن في السمو مدحا *** مدائح القوم في الثرى هي‏

من ظمئت نفسه جهادا *** يشرب من أعذب المياه‏

نقول ليس مدح العبد أن يتصف بأوصاف سيده فإنه سوء أدب وللسيد أن يتصف بأوصاف عبده تواضعا فللسيد النزول لأنه لا يحكم عليه فنزوله إلى أوصاف عبده تفضل منه على عبده حتى يبسطه فإن جلال السيد أعظم في قلب العبد من أن يدل عليه لو لا تنزله إليه وليس للعبد أن يتصف بأوصاف سيده لا في حضرته ولا عند إخوانه من العبيد وإن ولاة عليهم كما

قال عليه السلام أنا سيد ولد آدم ولا فخر

وقال تعالى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها أي نملكها ملكا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الْأَرْضِ فإن الأرض قد جعلها الله ذلولا والعبد هو الذليل والذلة لا تقتضي العلو فمن جاوز قدره هلك يقال ما هلك امرؤ عرف قدره وقوله ما لها تناهي يقول إنه ليس للعبد في عبوديته نهاية يصل إليها ثم يرجع ربا كما أنه ليس للرب حد ينتهي إليه ثم يعود عبدا فالرب رب إلى غير نهاية والعبد عبد إلى غير نهاية فلذا قال مدائح القوم في الثرى هي وهو أذل من وجه الأرض وقال لا يعرف لذة الماء إلا الظمآن يقول لا يعرف لذة الاتصاف بالعبودية إلا من ذاق الآلام عند اتصافه بالربوبية واحتياج الخلق إليه‏

مثل سليمان حين طلب أن يجعل الله أرزاق العباد على يديه حسا فجميع ما حضره من الأقوات في ذلك الوقت فخرجت دابة من دواب البحر فطلبت قوتها فقال لها خذي من هذا قدر قوتك في كل يوم فأكلته حتى أتت على آخره فقالت زدني فما وفيت برزقي فإن الله يعطيني كل يوم مثل هذا عشر مرات وغيري من الدواب أعظم مني وأكثر رزقا فتاب سليمان عليه السلام إلى ربه وعلم أنه ليس في وسع المخلوق ما ينبغي للخالق تعالى‏

فإنه طلب من الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فاستقال من سؤاله حين رأى ذلك واجتمعت الدواب عليه تطلب أرزاقها من جميع الجهات فضاق لذلك ذرعا فلما قبل الله سؤاله وأقاله وجد من اللذة لذلك ما لا يقدر قدره‏

(منزل الرموز)

فاعلم وفقك الله أنه وإن كان منزلا فإنه يحتوي على منازل منها منزل الوحدانية ومنزل العقل الأولي والعرش الأعظم والصدا والإتيان من العلماء إلى العرش وعلم التمثل ومنزل القلوب والحجاب ومنزل الاستواء الفهواني والألوهية السارية واستمداد الكهان والدهر والمنازل التي لا ثبات لها ولا ثبات لأحد فيها ومنزل البرازخ والإلهية والزيادة والغيرة ومنزل الفقد والوجدان ومنزل رفع الشكوك والجود والمخزون ومنزل القهر والخسف ومنزل الأرض الواسعة ولما دخلت هذا المنزل وأنا بتونس وقعت مني صيحة ما لي بها علم أنها وقعت مني غير أنه ما بقي أحد ممن سمعها إلا سقط مغشيا عليه ومن كان على سطح الدار من نساء الجيران مستشرفا علينا غشى عليه ومنهن من سقط من السطوح إلى صحن الدار على علوها وما أصابه بأس وكنت أول من أفاق وكنا في صلاة خلف إمام فما رأيت أحدا إلا صاعقا فبعد حين أفاقوا فقلت ما شأنكم فقالوا أنت ما شأنك لقد صحت صيحة أثرت ما ترى في الجماعة فقلت والله ما عندي خبر أني صحت ومنزل الآيات الغربية والحكم الإلهية ومنزل الاستعداد والزينة والأمر الذي مسك الله به الأفلاك السماوية ومنزل الذكر والسلب وفي هذه المنازل قلت‏

منازل الكون في الوجود *** منازل كلها رموز

منازل للعقول فيها *** دلائل كلها تجوز



- Meccan conquests - page173-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!