The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 246 - from the part 3 - الفتوحات المكية

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page246-from part3-الفتوحات المكية


بانتزاع العلم لما تعذب فإن الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل فارح مسرور لكونه لا يدري ما فاته فلو علم أنه قد فاته خير كثير ما فرح بحاله ولتالم من حينه فما تألم إلا بعلمه ما فاته أو مما كان عليه فسلبه ولقد أصابني ألم في ذراعي فرجعت إلى الله بالشكوى رجوع أيوب عليه السلام أدبا مع الله حتى لا أقاوم القهر الإلهي كما يفعله أهل الجهل بالله ويدعون في ذلك أنهم أهل تسليم وتفويض وعدم اعتراض فجمعوا بين جهالتين ولما تحققت ما حققني الله به في ذلك الوجع قلت‏

شكوت منه ومن ذراعي *** وذاك مني لضيق باعي‏

فقلت للنفس تدعيه *** فأين دعواك في اتساعي‏

قالت أنا أشتكيك منه *** له فضري عين انتفاعي‏

لو لا التشكي مما أقاسي *** خرجت عنه وعن طباعي‏

وذاك جهل يدريه قلب *** صاحب حال بالاتباع‏

لو لا شر ودي عنه بجهلي *** لما دعاني إليه داع‏

فقلت لبيك من دعاني *** فقال أبغي عين المتاع‏

قد نفق الشوق فاغتنمه *** فعين وصلى عين انقطاعي‏

فخف عني ما كنت أجده *** وغاب عني ما كنت أشهده‏

فلو لا وجود العقل ما كنت أدريه *** ولو لا وجود اللوح ما كنت أمليه‏

ولو لا شهود الكون ما كنت أوفيه *** ولو لا حصول العلم ما كنت أجريه‏

فمن قال إن الخلق يعرف كونه *** فما عنده علم بما حقه فيه‏

ويكفيه هذا القدر من جهله بما *** هو الأمر في عين الحقيقة يكفيه‏

إذا انكشفت الحقائق فلا ريب ولا مين وبان صبحها لذي عينين كان الاطلاع وارتفع النزاع وحصل الاستماع ولكن بينك وبين هذه الحال مفاوز مهلكة وبيداء معطشة وطرق دارسة وآثار طامسة يحار فيها الخريت فلا يقطعها إلا من يحيي ويميت لا من يحيا ويموت فكيف حال من يقاسي هذه الشدائد ويسلك هذه المضايق ولكن على قدر آلام المشقات يكون النعيم بالراحات وما ثم بيداء ولا مفازة سواك فأنت حجابك عنك فزل أنت وقد سهل الأمر فمن علم الخلق علم الحق ومن جهل البعض من هذا الشأن جهل الكل فإن البعض من الكل فيه عين الكل من حيث لا يدري فلو علم البعض من جميع وجوهه علم الكل فإن من وجوه كونه بعضا علم الكل وهذا المنزل من المنازل التي كثرت آياتها واتضحت دلالاتها ولكن الأبصار في حكم أغطيتها والقلوب في أكنتها والعقول مشغولة بمحاربة الأهواء فلا تتفرغ للنظر المطلوب منها وفي هذا المنزل من العلوم علم مقاومة الأعداء وتقابل الأهواء بالأهواء فإن العقول إن لم تدفع الهوى بالهوى لم تحصل على المقصود فإن النفوس ما اعتادت إلا الأخذ عن هواها فإذا كان العقل عالما بالسياسة حاذقا في إنشاء الصور أنشأ للنفس صورة مطلوبه في عين هواها فقبلته قبول عشق فظفر بها وفيه علم خواص الأعداد والحروف وفيه علم بسائط الأعداد وما حكمها فيما تركب منها وهل يبقى فيها مع التركيب خواصها التي لها من كونها بسائط أم لا وفيه علم الظروف الزمانية وبيد من هي وفيه علم الزمان المستقبل إذا كان حالا ما حكمه وفيه علم أحدية العلم وما ينسب إليه من الكثرة ليس لعينه وإنما ذلك لمتعلقاته وفيه علم ما ينتجه النظر الفكري في الظروف المكانية وفيه علم آجال الأكوان في الدنيا والآخرة مع كون الآخرة لا نهاية لها وعموم قوله كُلٌّ يَجْرِي إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى فلا بد لكل شي‏ء من غاية والأشياء لا يتناهى وجودها فلا تنتهي غاياتها فالله يجدد في كل حين أشياء وكل شي‏ء له غاية تلك الغاية هي أجله المسمى فليس الأجل إلا لأحوال الأعيان والأعيان غايتها عين لا غاية وفيه علم الحقيقة والمجاز والاعتبار ومم يعبر وإلى ما ذا يعبر وما فائدة ذلك وفيه علم عمارة الدارين وهو الذي ذكرنا منه طرفا في هذا الباب وما استوفيناه وفيه علم اختلاف أحكام أحوال الساعة وفيه علم اختلاف المكلفين في أحوالهم وأن الله يخاطب كل صنف من حيث ما هو ذلك الصنف عليه لا يزيده‏



- Meccan conquests - page246-from the part3


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!