The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 523 - from the part 2 - «الباب السابع والعشرون ومائتان في معرفة حال المراد»

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page523-from part2-«الباب السابع والعشرون ومائتان في معرفة حال المراد»


ولا يأخذون شيئا في تحقيق ذلك عن فكرهم بل ما يتعدى نطقهم ذوقهم ووجودهم فهم أهل صدق وعلم محقق لا تدخله شبهة عندهم ومن فكر فليس منهم ويصيب ويخطئ وليس صاحب الفكر بصاحب حال ولا ذوق وأما أهل الاعتبار فيكون منهم أصحاب أذواق ويعتبرون عن ذوق لا عن فكر وقد يكون الاعتبار عن فكر فيلتبس على الأجنبي بالصورة فيقول في كل واحد إنه معتبر ومن أهل الاعتبار وما يعلم أن الاعتبار قد يكون عن فكر وعن ذوق والاعتبار في أهل الأذواق هو الأصل وفي أهل الأفكار فرع وصاحب الفكر ليس من أهل الإرادة إلا في الموضع الذي يجوز له الفكر فيه إن كان ثم مما لا يمكن أن يحصل الأمر المفكر فيه إلا به بفتح الكاف فحينئذ يأخذه من بابه وهل ثم أمر بهذه المثابة لا يمكن أن ينال من طريق الكشف والوجود أم لا فنحن نقول ما ثم ونمنع من الفكر جملة واحدة لأنه يورث صاحبه التلبيس وعدم الصدق وما ثم شي‏ء إلا ويجوز أن ينال العلم به من طريق الكشف والوجود والاشتغال بالفكر حجاب وغيرنا يمنع هذا ولكن لا يمنعه أحد من أهل طريق الله بل مانعة إنما هو من أهل النظر والاستدلال من علماء الرسوم الذين لا ذوق لهم في الأحوال فإن كان لهم ذوق في الأحوال كأفلاطون الإلهي من الحكماء فذلك نادر في القوم وتجد نفسه يخرج مخرج نفس أهل الكشف والوجود وما كرهه من كرهه من أهل الإسلام إلا لنسبته إلى الفلسفة لجهلهم بمدلول هذه اللفظة والحكماء هم على الحقيقة العلماء بالله وبكل شي‏ء ومنزلة ذلك الشي‏ء المعلوم والله هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ومن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً والحكمة هي علم النبوة كما قال في داود عليه السلام وإنه ممن آتاه الله الملك والحكمة فقال وآتاهُ الله الْمُلْكَ والْحِكْمَةَ وعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ والفيلسوف معناه محب الحكمة لأن سوفيا باللسان اليوناني هي الحكمة وقيل هي المحبة فالفلسفة معناه حب الحكمة وكل عاقل يحب الحكمة غير أن أهل الفكر خطؤهم في الإلهيات أكثر من إصابتهم سواء كان فيلسوفا أو معتزليا أو أشعريا أو ما كان من أصناف أهل النظر فما ذمت الفلاسفة لمجرد هذا الاسم وإنما ذموا لما أخطئوا فيه من العلم الإلهي مما يعارض ما جاءت به الرسل عليهم السلام بحكمهم في نظرهم بما أعطاهم الفكر الفاسد في أصل النبوة والرسالة ولما ذا تستند فتشوش عليهم الأمر فلو طلبوا الحكمة حين أحبوها من الله لا من طريق الفكر أصابوا في كل شي‏ء وأما ما عدا الفلاسفة من أهل النظر من المسلمين كالمعتزلة والأشاعرة فإن الإسلام سبق لهم وحكم عليهم ثم شرعوا في أن يذبوا عنه بحسب ما فهموا منه فهم مصيبون بالأصالة مخطئون في بعض الفروع بما يتأولونه مما يعطيهم الفكر والدليل العقلي من أنهم إن حملوا بعض ألفاظ الشارع على ظاهرها في حق الله مما أحالته أدلة العقول كان كفرا عندهم فيؤولونه وما علموا إن لله قوة في بعض عباده تعطي حكما خلاف ما تعطي قوة العقل في بعض الأمور وتوافق في بعض وهذا هو المقام الخارج عن طور العقل فلا يستقل العقل بإدراكه ولا يؤمن به إلا إذا كانت معه هذه القوة في الشخص فحينئذ يعلم قصوره ويعلم أن ذلك حق فإن القوي متفاضلة تعطي بحسب حقائقها التي أوجدها الله عليها فقوة السمع لو عرض عليها حكم البصر أحالته والبصر كذلك مع غيره من القوي والعقل من جملة القوي بل هو المستفيد من جميع القوي ولا يفيد العقل سائر القوي شيئا ومن صح له حكم الإرادة المصطلح عليها عند أهل الله عرف هذه المقامات كلها والمراتب كشفا وعرف صورة الغلط في الأشياء وأنه واقع في النسب والوجوه وكل غالط إنما غلط في النسبة حيث نسبها إلى غير جهتها فيأخذها أهل الله فيجعلون تلك النسبة في موضعها ويلحقونها بمنسوبها وهذا معنى الحكمة فأهل الله من الرسل والأولياء هم الحكماء على الحقيقة وهم أهل الخير الكثير جعلنا الله من أهل الإرادة وممن جمع بين العادة وترك العادة من حيث ما تعطيه الشهادة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السابع والعشرون ومائتان في معرفة حال المراد»

إن المراد هو المجذوب بالحال *** في كل حال على حل وترحال‏

يمشي به وهو في بيضاء في دعة *** على المقامات من حال إلى حال‏

عناية منه والرحمن يحرسه *** بعينه فهو في نعمى وإقبال‏



- Meccan conquests - page523-from the part2


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!