The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أحوال القوم رضى الله عنهم عند الموت

إلا التعب خاصة فكان المسافر يستعجل عذابا ومشقة فإن الأمور الجارية على العبد مثل الرزق والأجل إن لم تأت إليه أتى إليها لا بد من ذلك‏

ولا معنى لشكوى الشوق يوما *** إلى من لا يزول من العيان‏

السكون مع المشاهدة والحركة مع الفقد إلا الحركة المأمور بها لأنك لا تخلو إن تتحرك في طلبه فأنت فاقدا وفي غير طلبه فأنت خاسر فالسكون بكل حال أولى من الحركة التي في مقام ذلك السكون وأنت في مقام أن تتحرك بالله فالسكون بالله مع الله أولى لراحة الوقت فإنه والله إن كنت فاقدا له في السكون فأنت في الحركة المحسوسة أفقد بما لا يتقارب فَلا تَكُونَنَّ من الْجاهِلِينَ ... واصْبِرْ وما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ لو لم يكن من شرف السكون إلا ورود الأسماء الإلهية عليك ونزول الحق إليك لأنك إن تحركت إليه حددته وإن سكنت معه عبدته الحركة إليه عين الجهل به والسكون معه عين العلم به ما أسرى برسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ليراه وإنما أسرى به ليريه من آياته من قوله لَخَلْقُ السَّماواتِ والْأَرْضِ أَكْبَرُ من خَلْقِ النَّاسِ فمن رجح ترك السفر فقد أصاب في النظر وقصد عين الخبر إذا كان جليس الذاكر فإلى أين يرحل فهذا قد أبنت لك عن السفر وتركه فكن بحسب ما يقع لك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السادس والسبعون ومائة في معرفة أحوال القوم رضي الله عنهم عند الموت)

للقوم عند حلول الموت أحوال *** تنوعت وهي أمثال وأشكال‏

فمنهم من يرى الأسماء تطلبه *** ومنهم من يرى الأملاك والحال‏

في ذاك مختلف عند الوجود لما *** تعطي الحقائق والتفصيل إجمال‏

ومنهم من يرى الإرسال مقبلة *** إليه تتحفه والرسل أعمال‏

ومنهم من يرى التنزيه يطلبه *** وهو الذي عنده التشبيه إضلال‏

وكلهم سعدوا والعين واحدة *** وعندهم في جنان الخلد أشغال‏

هذا هو الحق لا تبغي به بدلا *** فهو الصحيح الذي ما فيه إشكال‏

[الموت أمر يقيني لا اختلاف فيه‏]

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما عليه مات‏

وقال تعالى فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يعني عند الموت أي يعاين ما هو أمره عليه الذي ينفرد به أهل الله العابدون ربهم إذا أتاهم اليقين يقول لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ يعني الموت لأنه أمر متيقن لا اختلاف في وقوعه في كل حيوان وإنما وقع الخلاف في ماهيته قال شاعرهم‏

فخالف الناس حتى لا اتفاق لهم *** إلا على شجب والخلف في الشجب‏

يعني ما هو والشجب الموت فإذا حضرتهم الوفاة رضي الله عنهم فلا بد لهم من مشاهد اثنتي عشرة صورة يشهدونها كلها أو بعضها لا بد من ذلك وهن صورة عمله وصورة علمه وصورة اعتقاده وصورة مقامه وصورة حاله وصورة رسوله وصورة الملك وصورة اسم من أسماء الأفعال وصورة اسم من أسماء الصفات وصورة اسم من أسماء النعوت وصورة اسم من أسماء التنزيه وصورة اسم من أسماء الذات وكان الأولى أن تكون هذه الصور كلها بالسين لا بالصاد فإنها منازل معان إلا أنه لما تجسدت المعاني وظهرت بالأشكال والمقادير لذلك تصورت في صور إذ كان الشهود بالبصر وحكمت الحضرة بذلك الخيالية البرزخية فالموت والنوم سواء فيما تنتقل إليه المعاني فمنهم من يتجلى له عند الموت عمله العمل فيتجلى له عمله في الزينة والحسن على قدر ما أنشأه العامل عليه من الجمال فإن أتم العمل كما شرع له ولم ينقص منه شيئا يشينه انتقاصه كان في أتم نشأة حسنة ظهرت من تمام أركان ذلك العمل الظاهرة والباطنة من الحضور وشهود الرب في قلبه وفي قبلته إذا صلى وكل عمل مشروع فهو صلاة ولهذا

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن الله تعالى أنه يقول يوم القيامة أنظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كانت انتقص منها

شيئا قال أنظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أكملوا لعبدي فريضته من تطوعه‏

ثم تؤخذ الأعمال على ذا كم فإن كان العمل غير ذات العامل كمانع الزكاة وكغاصب أمر ما حرم عليه اغتصابه كسي ذلك المال صورة عمل هذا العبد من حسن أو قبح فإن كان قبيحا طوق به كما قال في مانع الزكاة سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا به يَوْمَ الْقِيامَةِ وقال فيه عليه السلام يمثل له ما له شجاعا أقرع‏

الحديث وفيه يقول له أنا كنزك فيطوق به والكنز من عمل العبد في المال وهكذا العباد الله الصالحين فيما يجودون به من الخير بما يرجع إلى نفوسهم وإلى التصرف في غير ذواتهم فيرى علامات ذلك كله وهذا داخل تحت قوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ وهذا الموطن من بعض مواطن ما يرى فيه عمله فيشاهد العبد الصالح عند الاحتضار عمله الصالح الذي هو لروحه مثل البراق لمن أسرى به عليه فيرفع تلك الروح الطيبة إلى درجاتها حيث كانت من عليين فإن عباد الله على طبقات في أعمالهم في الحسن والأحسن والجميل والأجمل العلم‏

[من تجلى له عند الموت علمه بالجناب الإلهي‏]

(و منهم) رضي الله عنهم من تجلى له عند الموت علمه بالجناب الإلهي وهم رجلان رجل أخذ علمه بالله عن نظر واستدلال ورجل أخذ علمه عن كشف وصورة الكشف أتم وأجمل في التجلي لأن الكشف واقتناء هذا العلم ينتجه تقوى وعمل صالح وهو قوله واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله فيظهر له علمه عند الموت صورة حسنة أو نورا يلتبس به فيفرح به فإن صحبته دعوى في اقتنائه ذلك العلم نفسية فهو في الصورة الجميلة دون من لم تصحبه دعوى في اقتناء ذلك العلم بل يراه منحة إلهية وفضلا ومنة لا يرى لنفسه تعملا بل يكون ممن فنى عن عمله في عمله فكان معمولا به كالآلة للصانع يعمل بها وينسب العمل إليه لا إليها فيقع الثناء على الصانع العامل بها لا عليها فهكذا يكون بعض عباد الله في اقتناء علومهم الإلهية فتكون صورة العلم في غاية من الحسن والجمال الاعتقاد

[المعتقد الذي لا علم عنده إلا إن عقده موافق للعلم بالأمر]

(و منهم) المعتقد الذي لا علم عنده إلا إن عقده موافق للعلم بالأمر على ما هو عليه فكان يعتقد في الله ما يعتقده العالم لكن عن تقليد لمعلمه من العلماء بالله ولكن لا بد أن يتخيل ما يعتقده فإنه ليس في قوته إن يجرده عن الخيال وهو عند الاحتضار وللاحتضار حال استشراف على حضرة الخيال الصحيح الذي لا يدخله ريب ما هو الخيال الذي هو قوة في الإنسان في مقدم دماغه بل هو خيال من خارج كجبريل في صورة دحية وهو حضرة مستقلة وجودية صحيحة ذات صور جسدية تلبسها المعاني والأرواح فتكون درجته بحسب ما اعتقده من ذلك المقام فإن كان هذا العبد صاحب مقام قد لحق بدرجة الأرواح النورية فإنها التي ذكر الله عنها أنها قالت وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ فيظهر له مقامه في صورة فينزل فيها منزلة الوالي في ولايته فيكون بحسب مقامه وهذه كلها بشارات الحياة الدنيا الذين قال الله فيهم الَّذِينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى‏ في الْحَياةِ الدُّنْيا (الحال) فإن كان صاحب حال في وقت احتضاره يرد عليه من الله حال يقبض فيه فهو له كالخلعة لا كالولاية فيتلبس بها ويتجمل بحسب ما يكون ذلك الحال دل على منزلته والحال قد تكون ابتداء وقد تكون عن عمل متقدم وبينهما فرقان وإن كان الحال موهوبا على كل وجه ولكن الناس على قسمين منهم من تتقدم له خدمة فيقال إنه مستحق لما خلع عليه ومنهم من لم يتقدم له ذلك فتكون المنة والعناية به أظهر لأنه لا يعرف له سبب مع أن الأحوال كلها مواهب والمقامات استحقاق الرسل‏

[في من يتجلى له عند الاحتضار رسوله‏]

(و منهم) من يتجلى له عند الاحتضار رسوله الذي ورثه إذ كان العلماء ورثة الأنبياء فيرى عيسى عند احتضاره أو موسى أو إبراهيم أو محمد أو أي نبي كان على جميعهم السلام فمنهم من ينطق باسم ذلك النبي الذي ورثه عند ما يأتيه فرحا به لأن الرسل كلهم سعداء فيقول عند الاحتضار عيسى أو يسميه المسيح كما سماه الله وهو الأغلب فيسمع الحاضرون بهذا الولي يتلفظ بمثل هذه الكلمة فيسيئون الظن به وينسبونه إلى أنه تنصر عند الموت وأنه سلب عنه الإسلام أو يسمى موسى أو بعض أنبياء بنى إسرائيل فيقولون إنه تهود وهو من أكبر السعداء عند الله فإن هذا المشهد لا تعرفه العامة بل يعرفه أهل الله من أرباب الكشوف وإن كان ذلك الأمر الذي هو فيه اكتسبه من دين محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولكن ما ورث منه هذا الشخص إلا أمرا مشتركا كان لنبي قبله وهو قوله أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ فلما كانت الصورة مشتركة جلى الحق له صاحب تلك الصورة في النبي الذي كانت له تلك الصفة التي شاركه فيها محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مثل قوله أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي وذلك‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!