فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي
![]() |
![]() |
«دعاهم ليغفر لهم» والغفر الستر. «ديَّاراً» أحداً حتى تعم المنفعة كما عمت الدعوة. «إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ» أي تدعهم وتتركهم «يُضِلُّوا عِبادَكَ» أي يحيروهم فيخرجوهم من العبودية إلى ما فيهم من أسرار الربوبية فينظرون أنفسهم أرباباً بعد ما كانوا عند أنفسهم عبيداً، فهم العبيد الأرباب. «وَ لا يَلِدُوا» أي ما ينتجون ولا يظهرون «إِلَّا فاجِراً» أي مظهراً ما ستر، «كَفَّاراً» أي ساتراً ما ظهر بعد ظهوره. فيظهرون ما سُتِرَ، ثم يسترونه بعد ظهوره، فيحار الناظر ولا يعرف قصد الفاجر في فجوره «1»، ولا الكافر في كفره، والشخص واحد. «رَبِّ اغْفِرْ لِي» أي استرني واستر من أجلي فيجهل قدري ومقامي كما جهل قدرك في قولك: «وَ ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ»*.
«وَ لِوالِدَيَّ»: من كنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة. «وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ» أي قلبي. «مُؤْمِناً» مصدقاً بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدَّثت به أنفسهَا. «وَ لِلْمُؤْمِنِينَ» من العقول «وَ الْمُؤْمِناتِ» من النفوس.
«وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية.
«إِلَّا تَباراً» أي هلاكاً، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم «2» وجه الحق دونهم.
في المحمديين. «كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» والتبار الهلاك. ومن أراد أن يقف على أسرار نوح «11» فعليه بالرقيِّ في فلك نوح «3»، وهو في التنزلات الموصلية لنا والله يقول الحق «4».
(1) ا: بفجوره
(2) ن: بشهودهم
(3) ن م ب: فلك نوح
(4) ب: والسلام بدلًا من: والله يقول الحق- ن: لا تذكر شيئاً.
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
البحث في فصوص الحكم
Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!





