اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى سبب بدء العالم ومراتب الأسماء الحسنى من العالم كله
كمثله شيء فكل عقل لم يكشف له من هذه المعرفة شيء يسأل عقلا آخر قد كشف له منها ليس في قوة ذلك العقل المسئول العبارة عنها ولا تمكن ولذلك قال الصديق العجز عن درك الإدراك إدراك ولهذا الكلام مرتبتان فافهم فمن طلب الله بعقله من طريق فكره ونظره فهو تائه وإنما حسبه التهيؤ لقبول ما يهبه الله من ذلك فافهم وأما القوة الذاكرة فلا سبيل أن تدرك العلم بالله فإنها إنما تذكر ما كان العقل قبل علمه ثم غفل أو نسي وهو لم يعلمه فلا سبيل للقوة الذاكرة إليه وانحصرت مدارك الإنسان بما هو إنسان وما تعطيه ذاته وله فيه كسب وما بقي إلا تهيؤ العقل لقبول ما يهبه الحق من معرفته جل وتعالى فلا يعرف أبدا من جهة الدليل إلا معرفة الوجود وأنه الواحد المعبود لا غير فإن الإنسان المدرك لا يتمكن له أن يدرك شيئا أبدا إلا ومثله موجود فيه ولو لا ذلك ما أدركه البتة ولا عرفه فإذا لم يعرف شيئا إلا وفيه مثل ذلك الشيء المعروف فما عرف إلا ما يشبهه ويشاكله والباري تعالى لا يشبه شيئا ولا في شيء مثله فلا يعرف أبدا