اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[نسيم الأرواح ونسيم الرياح]
وقد رأينا من رجال الروائح جماعة وكان عبد القادر الجيلي منهم يعرف الشخص بالشم أخبرني صاحبي أبو البدر عنه إن ابن قائد الأواني جاء إليه وكان ابن قائد يرى لنفسه حظا في الطريق فأخذ عبد القادر يشمه نحو ثلاث مرات ثم قال له لا أعرفك فكان ذلك تربية في حقه فعلت همة ابن قائد إلى أن التحق بالإفراد والنفس أبدا أكثر ما يظهر حكمه في المحبين العشاق هو مقامهم ومرتبتهم ويضيفون ذلك إلى نفس الرياح لا إلى نفس الأرواح كما قال بعضهم
ناشدتك الله نسيم الصبا *** من أين هذا النفس الطيب
هل أودعت برداك عند الضحى *** مكان ألقت عقدها زينب
أو ناسمت رياك روض الحمى *** وذيلها من فوقها تسحب
فهات أ تحفني بأخبارها *** فعهدك اليوم بها أقرب
هذه الأبيات على لطافتها ورقتها من أكثف ما قيل في عشق الأرواح لأن نسيم الأرواح ألطف من نسيم الرياح لأنها بعيدة المناسبة عن عالم الطبيعة والرياح ليست كذلك فالأرواح إذا تنسمت لا تسوق إلا