اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(منصة ومجلى)
وذلك أن المحب يرى أنه يعجز عما لمحبوبه عليه من الحقوق التي أوجبها حبه عليه ولا علم له بطريق الإحاطة بمحاب محبوبه فيجهد في أنه يعمل بقدر ما علم من ذلك ثم يقول لنفسه لو صدقت في حبك لكشف لك عن جميع محابه فإنك في دار التكليف وهي دار محصورة ومحاب الحبيب فيها معينة بخلاف الآخرة فإنك مسرح العين فيها لأنها كلها محابه فلا عتاب هناك فلهذا عتب المحب هنا نفسه بنفسه في حق محبوبه المحب الله وصف نفسه بالتردد في حق حبه للعبد المؤمن إذ من حق المحبوب أن لا يعمل له المحب ما يكرهه والمحبوب يكره الموت والحق يكره مساءته من حيث ما هو محبوب له فهذا معنى العتب ولا بد له من الموت لما سبق من العلم ولكن لجهل العبد بما له في اللقاء من الخير بخلاف المحبين فإنهم يحبون الموت لا للراحة بل للالتقاء مع المحبوب ومن المحبين من يغلب عليه رضي المحبوب ويرى أنه لا يحصل ذلك على حالة يعرف بها قدر حب المحب إلا بوجود التحجير وتميز ما يرضى مما يسخط ولا يكون له ذلك إلا في دار التكليف وأما في الآخرة فلا تحجير فيقع التساوي فيرتفع تميز قدر المحب في تصرفه من غير المحب فيكره بعض المحب