اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[توبة الله مقرونة ب «على» وتوبة الخلق ب «إلى»]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 139 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/902.jpg)
![](../images/quotes2.png)
غير أن توبة الله مقرونة بعلي لأن من أسمائه الاسم العلي وتوبة الخلق مقرونة بإلى لأنه المطلوب بالتوبة فهو غايتها واجتمع الحق والخلق في من من التوبة فهم رجعوا إليه من أنفسهم والعارفون رجعوا إليه منه والعلماء بالله رجعوا إليه من رجوعهم إليه وأما العامة فإنها رجعت من المخالفات إلى الموافقة والحق عز وجل رجع إليهم من كناية إن يخذلكم ليرجعوا إليه بحسب ما تقتضيه مقاماتهم التي فصلناها آنفا فرجوع الحق عليهم ليرجعوا إليه مثل قوله يحبهم ويحبونه فرجوعه عليهم رجوع عناية محبة أزلية ليتوبوا فإذا تابوا أحبهم حب من رجع إليه فهو حب جزاء قال تعالى إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ فهذا الحب منه ما هو الأول وللعبد حب آخر زائد على قوله ويُحِبُّونَهُ وهو أنه
قال صلى الله عليه وسلم أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه
فهذا حب جزاء المنعم لما أنعم به عليهم فهذا الحب منهم في مقابلة إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ حب جزاء لحب جزاء والأول حب عناية منه ابتداء وحبهم إياه حب إيثار لجنابه لا حب آلاء ونعم فالتوبة منهم عن محبة منتجة لمحبة أخرى منه فهي بين محبتين متعلقتين بهم من الله كتوبته عليهم عن محبة