اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أولياء هذه الأمة لهم في كل أمر شرب وحظ]
فمن جمعية هذه الأمة أن جعل الله لأوليائها حظا في نعوت أهل البعد عن الله بطريق القربة فيقع الاشتراك في اللفظ والمعنى ويتغير المصرف كما قلنا في الحرص إنه مذموم فإذا حرصنا في طلب العلم والتقرب به إلى الله كان محمودا وهو بإطلاق اللفظ مذموم فإنه ما يستعمل مطلقا إلا في مذموم فإذا أريد به الحمد قيد فقيل حريص على الخير وهكذا الحسد يتعوذ منه مطلقا من غير تقييد فإنه بالإطلاق للذم ويستعمل في المحمود بالتقييد فلهذا جمع الله لأولياء هذه الأمة النظر في مثل هذا فحصلوا حظوظهم من أسماء الذم في الإطلاق حتى لا يفوتهم شيء إذ كانوا الجامعين للمقامات كلها فلهم في كل أمر شرب وحظ
إذا جاء نعت أي نعت فرضته *** لنا فيه حظ وافر ثم مشرب
سواء يكون النعت في ذم حالة *** وفي حمدها فالكل للقوم مطلب
أ لست ترى أوصافه في نعوتنا *** وأوصافنا نعت له لا يكذب
له فرح في حالة وتبشش *** إلى ملل قد جاءنا وتعجب


