اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[حديث الله في الصوامت]


فأما حديث الله في الصوامت فهو عند العامة من علماء الرسوم حديث حال أي يفهم من حاله كذا وكذا حتى أنه لو نطق لنطق بما فهمه هذا الفاهم منه قال القوم في مثل هذا قالت الأرض للوتد لم تشقني قال الوتد لها سلي من يدقني فهذا عندهم حديث حال وعليه خرجوا قوله تعالى وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وقوله إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والْأَرْضِ والْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها إباية حال وأما عند أهل الكشف فيسمعون نطق كل شيء من جماد ونبات وحيوان يسمعه المقيد بإذنه في عالم الحس لا في الخيال كما يسمع نطق المتكلم من الناس والصوت من أصحاب الأصوات فما عندنا في الوجود صامت أصلا بل الكل ناطق بالثناء على الله كما أنه ليس عندنا في الوجود ناطق أصلا من حيث عينه بل كل عين سوى الله صامتة لا نطق لها إلا أنها لما كانت مظاهر كان النطق للظاهر قالت الجلود أَنْطَقَنَا الله الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ فالكلام في المظاهر هو الأصل والصمت فيها عرض يعرض في حق المحجوب والصمت في الأعيان هو الأصل والكلام المسموع منها عرض يعرض في حق المحجوب فلأصحاب الحرف والصوت عذر عند هؤلاء ولمنكر الص