اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الوهاب هو أول اسم ظهر أثره في الأعيان الثابتة]


وأما إذا كان قوله ما بدء الأسماء بمعنى ما تبتدئ به الأسماء من الآثار في هذه الأعيان فيطلب هذا السؤال أمرين الأمر الواحد ما يبتدئ به في كل عين عين والأمر الآخر ما يبتدئ به على الإطلاق في الجملة ومعناه ما أول اسم يطلب أن يظهر أثره في هذه الأعيان فاعلم إن ذلك الاسم هو الوهاب خاصة في الجملة وفي عين عين لا فرق وهو اسم أحدثته الهبات لهذه الأعيان من حيث فقرها فلما انطلق عليها اسم مظهر وقد كانت عرية عن هذا الاسم ولم يجب على الغني أن يجعلها مظاهر له طلبت هذه النسبة الاسم الوهاب ولهذا لا نجعله تعالى علة لشيء لأن العلة تطلب معلولها كما يطلب المعلول علته والغني لا يتصف بالطلب إذا فلا يصح أن يكون علة والوهب ليس كذلك فإنه امتنان على الموهوب له وإن كان الوهب له ذاتيا فإنه لا يقدح في غناه عن كل شيء والذي يبتدئ به من الوهب إعطاء الوجود لكل عين حتى وصفها بما لا تقضيه عينها فأول ما يبتدئ به من الأعيان ما هو أقرب مناسبة للأسماء التي تطلب التنزيه ثم بعد ذلك يظهر سلطان الأسماء التي تطلب التشبيه فالأسماء التي تطلب التنزيه هي الأسماء التي تطلب الذات لذاتها والأسماء التي تطلب التشبيه هي الأسماء التي تطلب