اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الوجوب على الله هل هو من حيث مظاهره أو لمظاهره]


فهل هذا كله من حيث مظاهره أو هو وجوب ذاتي لمظاهره من حيث هي مظاهر لا من حيث الأعيان فإن كان للمظاهر فما أوجب على نفسه إلا لنفسه فلا يدخل تحت حد الواجب ما هو وجوب على هذه الصفة فإن الشيء لا يذم نفسه وإن كان للاعيان القابلة أن تكون مظاهر كان وجوبه لغيره إذ الأعيان غيره والمظاهر هويته فقل بعد هذا البيان ما شئت في الجواب ويكون الجواب بحسب ما قيده الموجب فاستوجبوا ذلك على ربهم في موطن بكونهم يَتَّقُونَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ على مفهوم الزكاة لغة وشرعا والَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فهؤلاء طائفة مخصوصة وهم أهل الكتاب فخرج من ليس بأهل الكتاب من هذا التقييد الوجوبي وبقي الحق عنده من كونه رحمانا على الإطلاق واستوجبت طائفة أخرى ذلك على ربها أَنَّهُ من عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ من بَعْدِهِ وأَصْلَحَ فقيد بالجهالة فإن لم يجهل لم يدخل في هذا التقييد وبقيت الرحمة في حقه مطلقة ينتظرها من عين المنة التي منها كان وجوده أي منها كان مظهرا للحق لتتميز عينه في حال اتصافها بالعدم ع