اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التوبة
في كون ذلك العلم والنظر قربة إلى الله صاحب نور إيمان فإن نور العلم بتوحيد الله قد شهدوا الله بتوحيده قبل ذلك والرسل منهم قد وحدوه قبل أن يكونوا أنبياء ورسلا فإن الرسول ما أشرك قط قال تعالى شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ ولم يقل وأولو الايمان فرتبة العلم فوق رتبة الايمان بلا شك وهي صفة الملائكة والرسل وقد يكون حصول ذلك العلم عن نظر أو ضرورة كيفما كان فيسمى علما إذ لا قائل ولا مخبر يلزم التصديق بقوله وهذا المقام الذي أثبتناه بين الصديقية ونبوة التشريع الذي هو مقام القربة وهو للافراد هو دون نبوة التشريع في المنزلة عند الله وفوق الصديقية في المنزلة عند الله وهو المشار إليه بالسر الذي وقر في صدر أبي بكر ففضل به الصديقين إذ حصل له ما ليس من شرط الصديقية ولا من لوازمها فليس بين أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لأنه صاحب صديقية وصاحب سر فهو من كونه صاحب سر بين الصديقية ونبوة التشريع ويشارك فيه فلا يفضل عليه من يشاركه فيه بل هو مساو له في حقيقته فافهم ذلك


