اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[سفر النفس في معرفة الله مع الايمان غاية المحمدة]


سفر النفس في معرفة الله مع الايمان بالشرع غاية المحمدة والسعادة ويكون في تلك الحالة العقل من جملة عبيدها لأنها الحاكمة عليه بأن يقبل من الشارع في معرفة الله كل ما جاء به فإن سافرت مع عقلها في معرفة ما أتى به هذا الشارع من العلم بصفات الحق مما يحيله دليله وانفردت معه دون الايمان فإنها تضيع عن طريق الرشد والنجاة فإن كان السفر الأول قبل ثبوت الشرع فليكن العبد هناك الهوى لا العقل والنفس إذا سافرت في صحبة هواها أضلها عن طريق الرشد والنجاة وما فيه سعادتها قال تعالى أَ فَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وقال وأَمَّا من خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى يعني إن تسافر معه فإنه على الحقيقة عبدها لأنه من جملة أوصافها الذي ليس له عين إلا بوجودها فهي المالكة له فإذا اتبعته صار مالكا لها وهو لا عقل له ولا إيمان فيرمى بها في المهالك فتضيع فاعتبر الشارع ذلك في السفر المحسوس في المرأة مع عبدها وجعله تنبيها لما ذكرناه