اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[قيومية الرب وقيومية العبد]
وهو من السحر والسحر له وجهان كما ذكرنا وجد إلى الليل ووجه إلى النهار وهو الوقت الذي بين الفجرين كذلك الإنسان له البقاء الذي هو الفلاح وهو السحور في مقامه الذي هو فيه فله وجه إلى الواجب الوجود لنفسه ووجه إلى العدم لا ينفك عن ذلك في أي حالة كان من وجود أو عدم ولذلك سمي ممكنا ودخل في جملة الممكنات فهذه الصفة له باقية وإن ظهر بنعت إلهي في وقت فليس له فيه بقاء وإنما بقاؤه فيما قلناه ولهذا قال الصاحب لما اتصف في ليلته بالقيوم قال تخوفنا أن يفوتنا الفلاح وهو أن ينقضي زمان الليل وما عرفنا نفوسنا إذ في معرفتنا بها معرفة ربنا لكنهم ما فاتهم الفلاح بحمد الله بل أشهدهم الله نفوسهم بالغذاء ليشهدوا أن القيومية له ذاتية وقيومية العبد إنما هي بإمداد ما يتغذى به ولهذا
قال صلى الله عليه وسلم حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه
فجعل القيومية للغذاء وإن كان هو القائم بها فكأنه يقول وإن تلبسنا بالتماس هذه الليلة من الاسم الوتر تعالى فلم يغننا ذلك الالتماس عن حظوظ نفوسنا التي بها بقاؤنا وهو التغذي فإن التماسنا لها إنما هو لما ينالنا من خيرها في دار البقاء فما التمسناها بالعبادة إلا لحظ نفسي نبقى ب