اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصل اعتبار ذلك) [من الوجهة الباطنية]


المسارعة إلى الخيرات مشروعة والسكينة مشروعة والوقار والجمع بينهما أن تكون المسارعة بالتأهب المعتاد قبل دخول وقتها فيأتيها بسكينة ووقار فيجمع بين المسارعة والسكينة وإنما أمر العبد بالمسارعة إلى الخيرات لتصرفه في المباحات لا غير فمن كانت حالته أن لا يتصرف في مباح فهو في خير على كل حال ولذلك ورد ما يدل على الحالين معا فقيل سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ من رَبِّكُمْ وهي العبادة هنا من سارع إليها فقد سارع إلى المغفرة وقال في الحالة الأخرى أُولئِكَ يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ فجعل المسارعة فيها وفي الأولى إليها فإنها ما هي نائبة عنه وهنا وجه أيضا وذلك أن المغفرة لا تصح إلا بعد حصول فعل الخير الموجب لها فنحن نسارع في الخيرات إلى المغفرة فكان المسارع فيه غير المسارع إليه فالعبد إذا كان تصرفه في غير المباح فلا بد أن يكون في مندوب أو واجب فإن كان في مندوب واستشعر بحصول وقت واجب سارع إليه في مندوبة بإقامة أسبابه التي لا يصح ذلك الواجب إلا بها ومعنى المسارعة هنا المبادرة إلى الأفعال التي هي شرط في صحة ذلك الواجب فمن رأى الجماعة واجبة ومن قال بإتمام الصف ووجوبه وهو في خير فإنه آت إلى الصلاة مثلا فيس