اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة البهاليل وأئمتهم فى البهللة
تعظيم الله ونسبوا ذلك إلى الله فأثنت عليهم الملائكة فإنها مع هذه الحال لم تجرح الملائكة وتأدبت معها حيث لم تتعرض للطعن عليها بما صدر منها في حق أبيها آدم عليه السلام واعتذرت عن الملائكة لإيثارهم جناب الحق وإصابتهم العلم فإنه وقع ما قالوه في بنى آدم لا شك من الفساد وسفك الدماء ولهذا سر معلوم وأما ثناء الأنبياء والرسل عليهم السلام فلكونهم سلموا لهم ما ادعوه أنه لهم من النبوة والرسالة وآمنوا بهم وما توقفوا مع كونهم على أحوالهم من أجزاء النبوة قد اتصفوا بها ولكن مع هذا لم يتسموا بأنبياء ولا برسل وأخلصوا في اتباع آثارهم قدما بقدم كما روى عن الإمام أحمد بن حنبل المتبع المقتدى سيد وقته في تركه أكل لبطيخ لأنه ما ثبت عنده كيف كان يأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على قوة تباعه كيفيات أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته وجميع أفعاله وأحواله وإنما عرف هذا منه لأنه كان في مقام الوراثة في التبليغ والإرشاد بالقول والعمل والحال لأن ذلك أمكن في نفس السامع فهو وأمثاله حفاظ الشريعة على هذه الأمة وأما ثناء الحيوان والنبات والجماد عليهم فإن هؤلاء الأصناف عرفوا الحركات التي تسمى