اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[رسالة التبليغ والنقل]
ولما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في أمته من يجرع مثل هذا الكأس وعلم ما يطرأ عليهم في نفوسهم من الألم لذلك رحمهم فجعل لهم نصيبا ليكونوا بذلك عبيد العبيد فقال للصحابة ليبلغ الشاهد الغائب فأمرهم بالتبليغ كما أمره الله بالتبليغ لينطلق عليهم أسماء الرسل التي هي مخصوصة بالعبيد وقال صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها
يعني حرفا حرفا وهذا لا يكون إلا لمن بلغ الوحي من قرآن أو سنة بلفظه الذي جاء به وهذا لا يكون إلا لنقلة الوحي من المقرءين والمحدثين ليس للفقهاء ولا لمن نقل الحديث على المعنى كما يراه سفيان الثوري وغيره نصيب ولا حظ فيه فإن الناقل على المعنى إنما نقل إلينا فهمه في ذلك الحديث النبوي ومن نقل إلينا فهمه فإنما هو رسول نفسه ولا يحشر يوم القيامة فيمن بلغ الوحي كما سمعه وأدى الرسالة كما يحشر المقرئ والمحدث الناقل لفظ الرسول عينه في صف الرسل عليهم السلام فالصحابة إذا نقلوا الوحي على لفظه فهم رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون رسل الصحابة وهكذا الأمر جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة فإن شئنا قلنا في المبلغ إلينا أنه رسول الله وإن شئنا أضف


