اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الرضي بالدون هجا والهجا جفا]


ومن ذلك الرضي بالدون هجا والهجا جفا من الباب الثاني والعشرون ومائة لا يرضى بالحقير إلا من لا يعرف قبيلا من دبير اعتناء الحق بالنقير دليل على أنه كبير لا يخفى على ذي عينين أن لله عناية بكل ما في الكون إخراج الشيء من العدم إلى الوجود دليل على أنه في منازل السعود من أعطاه الحق صفته فقد منحه علمه ومعرفته هجا الكون ثناء ومدحه هجا من طلب من الحق الوفاء فقد ناط به الجفاء وليس برب جاف بلا خلاف الوفاء مع كلمه من شيمه صفات الحق لا تستعار وعلى الاتصاف بها المدار لا تصل إليه إلا بالاعتماد عليه والاعتماد عليه محال لأنك ما أنت مغاير له بحال إذا كان الكل منه فما معنى رَضِيَ الله عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ متعلق الرضي القليل فإن الإنعام لا يتناهى بالبرهان الواضح والدليل فلا بد من الرضي بذا حكم الدليل وقضى وبهذا المعنى رضاه سبحانه عنك بما أعطيته منك على أنك ما أعطيته إلا ما خلقه فيك وهذا القدر يكفيك وهو يعلم أن الاستطاعة فوق ما أعطيته والأمر كما بلوته الدون ما دون وما ثم الأدون لا يلتفت العارف لما يخاطبه به الواقف فإن الواقف محجور عليه بما ينتقل إليه والمحجور خطابه محصور والعارف متصرف في كل وجهه لكون