اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة حال قطب كان هجيره (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
تعالى لا يدخل تحت الشرط هذا يقتضيه مقام الحق بالذوق فإنما يشترط على الله من يجهل الله أو يدل عليه لأنه ظن به خيرا كما أمره سبحانه فإنه لو علم أن الله ما يبعثه في شغل حتى يهيئه لذلك الشغل فإنه حكيم خبير فلا تقس الله على المخلوق فإن المخلوق يجهل كثيرا منك ومن نفسه والحق ليس كذلك فلا فائدة للاشتراط يقول موسى عليه السلام حين بعثه ربه رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي واحْلُلْ عُقْدَةً من لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي واجْعَلْ لِي وَزِيراً من أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ به أَزْرِي وأَشْرِكْهُ في أَمْرِي فأعطاه ذلك كله ولم يقل محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم شيئا من هذا كله فالأولى أن تكون محمديا فإنه ما ذكر الله من حديث موسى عليه السلام ما ذكر إلا ليعلم أن الاشتراط على المستخلف جائز ولا حرج عليه في ذلك لو اشترط أ لا ترى موسى عليه السلام كيف قال لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ليلة إسرائه حين فرض الله عليه الصلاة راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ثم علل وقال فإني بلوت بنى إسرائيل وما راجع محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في ذلك إلا امتثالا لأمر الله فإن الله لما ذكر الأنبياء ع


