اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ليس للعبد أن يتكل إلا بالحق]
اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن هذا الذكر يعطي صاحبه أنه هو إذ لا يكتفي إلا به
لأن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول ليس وراء الله مرمى
فما كان من حجاب فما هو إلا بينك وبينه ما هو وراءه فإنه الأول وأنت الآخر وهو قبلتك فلا يكون له منك إلا المواجهة ثم أرسل بينك وبينه حجب الأسباب والنسب والعادات وجعلها صورا له من حيث لا تشعر فمن قال هي هو صدق ومن قال ما هي هو فللاختلاف الذي يراه فيها فيصدق فإنه يحجبه عن العلم به اختلاف الصور فكما يقطع أن هذه الصورة ليست هذه الصورة أي هذا السبب ما هو هذا السبب يقطع أنها ما هي هو وذهل عن حقيقة الحجاب أو كونها وإن اختلفت فهي واحدة في السببية أو الحجابية كذلك هي عينه وإن اختلفت وإن لم يكن الأمر هكذا وإلا فلا تصح المواجهة أ لا ترى الأعمى إذا واجهته وكافحته لا يقدح عماه وكونه لا يراك وأنت تراه عن حكم المواجهة بينكما مع كون الأعمى يرى الظلمة بلا شك وأنت عنده في عين تلك الظلمة التي يراها فيدركك ظلمة لأنه يواجهك فيقول رأيت فلانا اليوم مواجهة ويصدق مع كونه أعمى فما وراء الله مرمى وما وراءك له مرمى لأن الصورة الإلهية بك كملت وفيك شهدت فهو حس