اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

فكم طاهر لم يتصف بطهارة *** إذا جانب البحر اللدني واحتمى
ولو غاص في البحر الأجاج حياته *** ولم يفن عن بحر الحقيقة ما زكا
إذا استجمر الإنسان وترا فقد مشى *** على السنة المثلى حليفا لمن مضى
فإن شفع استجماره عاد خاسرا *** وفارق من يهواه من باطن الردا
وإن غسل الكفين وترا ولم يزل *** بخيلا بما يهوى على فطرة الأولى
فما غسلت كف خضيب ومعصم *** إذا لم يلح سيف التوكل منتضى
إذا صح غسل الوجه صح حياؤه *** وصح له رفع الستور متى يشأ
وإن لم يمس الماء لمة رأسه *** ولا وقفت كفاه في ساحة القفا
فما انفك من رق العبودية التي *** تسخرها الأغيار في منزل التوي
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أنه لما كانت الطهارة النظافة علمنا أنها صفة تنزيه وهي معنوية وحسية طهارة قلب وطهارة أعضاء معينة فالمعنوية طهارة النفس من سفساف الأخلاق ومذمومها وطهارة العقل من دنس الأفكار والشبه وطهارة السر من النظر إلى الأغيار وطهارة الأعضاء فاعلم إن لكل عضو طهارة معنوية ذكرناها في كتاب التنزلات الموصلية في أبواب الطهارة منه وطهارة الحس من الأمور المستقذرة التي تستخبثها النفوس طبعا وعادة وهاتان الطهارتان مشروعتان

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فالطهارة الحسية الظاهرة نوعان النوع الواحد قد ذكرناه وهو النظافة والنوع الآخر أفعال معينة مخصوصة في محال معينة مخصوصة لأحوال موجبة مخصوصة لا يزاد فيها ولا ينقص منها شرعا ولهذه الطهارة المذكورة ثلاثة أسماء شرعا وضوء وغسل وتيمم وتكون هذه الطهارة بثلاثة أشياء اثنان مجمع عليهما وواحد مختلف فيه فالمجمع عليهما الماء الطلق والتراب سواء فارق الأرض أ ولم يفارقها والواحد المختلف فيه في الوضوء خاصة نبيذ التمر
