الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


كانت كالحشيش المحرق وهو الاستعداد لقبول الأرواح كاستعداد الحشيش بالنارية التي فيه لقبول الاشتعال والصور البرزخية كالسرج مشتعلة بالأرواح التي فيها فينفخ إسرافيل نفخة واحدة فتمر تلك النفخة على تلك الصور البرزخية فتطفئها وتمر النفخة التي تليها وهي الأخرى إلى الصورة المستعدة للاشتعال وهي النشأة الأخرى فتشتعل بأرواحها فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ فتقوم تلك الصور أحياء ناطقة بما ينطقها الله به فمن ناطق بالحمد لله ومن ناطق يقول من بَعَثَنا من مَرْقَدِنا ومن ناطق يقول سبحان من أحيانا بعد ما أماتنا وإِلَيْهِ النُّشُورُ وكل ناطق ينطق بحسب علمه وما كان عليه ونسي حاله في البرزخ ويتخيل أن ذلك الذي كان فيه منام كما تخيله المستيقظ وقد كان حين مات وانتقل إلى البرزخ كان كالمستيقظ هناك وأن الحياة الدنيا كانت له كالمنام‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وفي الآخرة يعتقد في أمر الدنيا والبرزخ أنه منام في منام وأن اليقظة الصحيحة هي التي هو عليها في الدار الآخرة وهو في ذلك الحال يقول إن الإنسان في الدنيا كان في منام ثم انتقل بالموت إلى البرزخ فكان في ذلك بمنزلة من يرى في المنام أنه استيقظ من النوم ثم بعد ذلك في النشأة الآخرة هي اليقظة التي لا نوم فيها ولا نوم بعدها لأهل السعادة لكن لأهل النار وفيها راحتهم كما قدمنا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

فالدنيا بالنسبة إلى البرزخ نوم ومنام فإن البرزخ أقرب إلى الأمر الحق فهو أولى باليقظة والبرزخ بالنظر إلى النشأة الأخرى يوم القيامة منام فاعلم ذلك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإذا قام الناس ومدت الأرض وانْشَقَّتِ السَّماءُ وانكدرت النجوم وكورت الشمس وخَسَفَ الْقَمَرُ وحشر الوحوش وسجرت البحار وزوجت النفوس بأبدانها ونزلت الملائكة عَلى‏ أَرْجائِها أعني أرجاء السموات وأتى ربنا في ظُلَلٍ من الْغَمامِ ونادى المنادي يا أهل السعادة فأخذ منهم الثلاث الطوائف الذين ذكرناهم وخرج العنق من النار فقبض الثلاث لطوائف الذين ذكرناهم وماج الناس واشتد الحر وألجم الناس العرق وعظم الخطب وجل الأمر وكان البهت فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وجي‏ء بجهنم وطال الوقوف بالناس ولم يعلموا ما يريد الحق بهم‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول الناس بعضهم لبعض تعالوا ننطلق إلى أبينا آدم فنسأله أن يسأل الله لنا أن يريحنا مما نحن فيه فقد طال وقوفنا فيأتون إلى آدم فيطلبون منه ذلك فيقول آدم إن الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر خطيئته فيستحي من ربه أن يسأله فيأتون إلى نوح بمثل ذلك فيقول لهم مثل ما قال آدم ويذكر دعوته على قومه وقوله ولا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً فموضع المؤاخذة عليه قوله ولا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً لا نفس دعائه عليهم من ك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومع هذا تأدب صلى الله عليه وسلم وقال أنا سيد الناس‏

ولم يقل سيد الخلائق فتدخل الملائكة في ذلك مع ظهور سلطانه في ذلك اليوم على الجميع وذلك أنه صلى الله عليه وسلم جمع له بين مقامات الأنبياء عليهم السلام كلهم ولم يكن ظهر له على الملائكة ما ظهر لآدم عليه السلام عليهم من اختصاصه يعلم الأسماء كلها فإذا كان في ذلك اليوم افتقر إليه الجميع من الملائكة والناس من آدم فمن دونه في فتح باب الشفاعة وإظهار ما له من الجاه عند الله إذ كان القهر الإلهي والجبروت الأعظم قد أخرس الجميع وكان هذا المقام مثل مقام آدم عليه السلام وأعظم في يوم اشتدت الحاجة فيه مع ما ذكر من الغضب الإلهي الذي تجلى فيه الحق في ذلك اليوم ولم تظهر مثل هذه الصفة فيما جرى من قضية آدم فدل بالمجموع على عظيم قدره صلى الله عليه وسلم حيث أقدم مع هذه الصفة الغضبية الإلهية على مناجاة الحق فيما سأل فيه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!