الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ملائكته ملكا آخر دونه في المرتبة سماه القلم وجعل منزلته دون النون واتخذه كاتبا فيعلمه الله سبحانه من علمه ما شاءه في خلقه بوساطة النون ولكن من العلم الإجمالي ومما يحوي عليه العلم الإجمالي علم التفصيل وهو من بعض علوم الإجمال لأن العلوم لها مراتب من جملتها علم التفصيل فما عند القلم الإلهي من مراتب العلوم المجملة إلا علم التفصيل مطلقا وبعض العلوم المفصلة لا غير واتخذ هذا الملك كاتب ديوانه وتجلى له من اسمه القادر فأمده من هذا التجلي الإلهي وجعل نظره إلى جهة عالم التدوين والتسطير فخلق له لوحا وأمره أن يكتب فيه جميع ما شاء سبحانه أن يجريه في خلقه إلى يوم القيامة خاصة وأنزله منه منزلة التلميذ من الأستاذ فتوجهت عليه هنا الإرادة الإلهية فخصصت له هذا القدر من العلوم المفصلة وله تجليان من الحق بلا واسطة وليس للنون سوى تجل واحد في مقام أشرف فإنه لا يدل تعدد التجليات ولا كثرتها على الأشرفية وإنما الأشرف من له المقام الأعم فأمر الله النون أن يمد القلم بثلاثمائة وستين علما من علوم الإجمال تحت كل علم تفاصيل ولكن معينة منحصرة لم يعطه غيرها يتضمن كل علم إجمالي من تلك العلوم ثلاثمائة وستين علما من عل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر أن يولي على عالم الخلق اثني عشر واليا يكون مقرهم في الفلك الأقصى منا في بروج فقسم الفلك الأقصى اثني عشر قسما جعل كل قسم منها برجا لسكنى هؤلاء الولاة مثل أبراج سور المدينة فأنزلهم الله إليها فنزلوا فيها كل وال على تخت في برجه ورفع الله الحجاب الذي بينهم وبين اللوح المحفوظ فرأوا فيه مسطرا أسماءهم ومراتبهم وما شاء الحق أن يجريه على أيديهم في عالم الخلق إلى يوم القيامة فارتقم ذلك كله في نفوسهم وعلموه علما محفوظا لا يتبدل ولا يتغير ثم جعل الله لكل واحد من هؤلاء الولاة حاجبين ينفذان أوامرهم إلى نوابهم وجعل بين كل حاجبين سفيرا يمشي بينهما بما يلقى إليه كل واحد منهما وعين الله لهؤلاء الذين جعلهم الله حجابا لهؤلاء الولاة في الفلك الثاني منازل يسكنونها وأنزلهم إليها وهي الثمانية والعشرون منزلة التي تسمى المنازل التي ذكرها الله في كتابه فقال والْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ يعني في سيره ينزل كل ليلة منزلة منها إلى أن ينتهي إلى آخرها ثم يدور دورة أخرى لِتَعْلَمُوا بسيره وسير الشمس فيها والخنس عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ وكُلَّ شَيْ‏ءٍ فصله الحق لنا تفصيلا فاسكن في

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم إن الله تعالى أمر هؤلاء الولاة أن يجعلوا نوابا لهم ونقباء في السموات السبع في كل سماء نقيبا كالحاجب لهم ينظر في مصالح العالم العنصري بما يلقون إليهم هؤلاء الولاة ويأمرونهم به وهو قوله وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها فجعل الله أجسام هذه الكواكب النقباء أجساما نيرة مستديرة ونفخ فيها أرواحها وأنزلها في السموات السبع في كل سماء واحد منهم وقال لهم قد جعلتكم تستخرجون ما عند هؤلاء الاثني عشر واليا بوساطة الحجاب الذين هم ثمانية وعشرون كما يأخذ أولئك الولاة عن اللوح المحفوظ ثم جعل الله لكل نقيب من هؤلاء السبعة النقباء فلكا يسبح فيه هو له كالجواد للراكب وهكذا الحجاب لهم أفلاك يسبحون فيها إذ كان لهم التصرف في حوادث العالم والاستشراف عليه ولهم سدنة وأعوان يزيدون على الألف وأعطاهم الله مراكب سماها أفلاكا فهم أيضا يسبحون فيها وهي تدور بهم على المملكة في كل يوم مرة فلا يفوتهم من المملكة شي‏ء أصلا من ملك السموات والأرض فيدور الولاة وهؤلاء الحجاب والنقباء والسدنة كلهم في خدمة هؤلاء الولاة والكل مسخرون في حقنا إذ كنا المقصود من العالم قال تعالى وسَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهكذا ينبغي أن يكون الملك يستشرف كل يوم على أحوال أهل ملكه يقول تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ لأنه يَسْئَلُهُ من في السَّماواتِ والْأَرْضِ بلسان حال ولسان مقال ولا يَؤُدُهُ حفظ العالم وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فما له شغل إلا بها يقول تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ من السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ ولو لا وجود الملك ما سمي الملك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!