الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


لك حالك عند ذلك من الصدقات تقدمها بين يدي قراءتك الحديث كانت ما كانت فقد أوسع الله عليك في ذلك فلم يبق لك عذر في التخلف بعد أن أعلمك صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بأنواع الصدقات فقدم منها بين يدي نجواك ما أعطاه حالك بلغ ما بلغ وحينئذ تشرع في قراءة الحديث النبوي وإياك أن تحشر يوم القيامة مع المصورين الذين يصورون ذوات الأرواح من الحيوانات فإنك إن صورت صورة من صور الحيوانات تبعها روحها من عند الله من حيث لا تشعر بذلك في الدنيا فإذا كان في الآخرة يجعل الله لكل مصور في النار بكل صورة صورة نفسا تعذبه في نار جهنم فإن الخلق من اختصاص الله فمن نازعه في خلقه فإنه يعذبه بما خلق من ذلك والخلق لله لا إليه إذ لم يكن بإذن الله كخلق عيسى عليه السلام الطير من الطين بإذن الله ونفخ فيه الروح بإذن الله فلو أذن الله للمصور في ذلك لكان طاعة فعل ذلك فاعلم إن كل نفس بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واحذر أن تكفر أحدا من أهل القبلة بذنب فقد ثبت أنه من قال لأخيه كافر فقد باء به أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه ومعنى الرجوع عليه أنه هو الكافر فإنه من كفر مسلما لإسلامه فهو كافر يقول الله تعالى وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ فقال الله تعالى فيهم أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ والسفيه هو الضعيف الرأي يقولون إنهم ما آمنوا إلا لضعف رأيهم وعقلهم فجاز ذلك عليهم لقول الله أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ أي هم الذين ضعفت آراؤهم فحال ذلك الضعف بينهم وبين الايمان ولكن لا يعلمون فتحفظ من الكلام القبيح وهو أن تنسب صفة مذمومة لأخيك المؤمن وإن كانت فيه لا في حضوره ولا في غيبته فإنك إن واجهته بذلك فقد عيرته فما تأمن أن يعافيه الله من تلك الصفة ويبتليك بها وقد ورد لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك وإن كان غائبا فهي غيبة وقد نهاك الله عن الغيبة فإنك إذا ذكرته بأمر هو فيه مما يسوؤه لو قابلته به فقد اغتبته وإن نسبت إليه من القبيح ما ليس فيه فذلك البهتان ولا بد أن تجني ثمرة غرسك إلا أن يعفو الله بإرضاء الخصم وإن يعود عليك وب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!