اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)


لك حالك عند ذلك من الصدقات تقدمها بين يدي قراءتك الحديث كانت ما كانت فقد أوسع الله عليك في ذلك فلم يبق لك عذر في التخلف بعد أن أعلمك صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بأنواع الصدقات فقدم منها بين يدي نجواك ما أعطاه حالك بلغ ما بلغ وحينئذ تشرع في قراءة الحديث النبوي وإياك أن تحشر يوم القيامة مع المصورين الذين يصورون ذوات الأرواح من الحيوانات فإنك إن صورت صورة من صور الحيوانات تبعها روحها من عند الله من حيث لا تشعر بذلك في الدنيا فإذا كان في الآخرة يجعل الله لكل مصور في النار بكل صورة صورة نفسا تعذبه في نار جهنم فإن الخلق من اختصاص الله فمن نازعه في خلقه فإنه يعذبه بما خلق من ذلك والخلق لله لا إليه إذ لم يكن بإذن الله كخلق عيسى عليه السلام الطير من الطين بإذن الله ونفخ فيه الروح بإذن الله فلو أذن الله للمصور في ذلك لكان طاعة فعل ذلك فاعلم إن كل نفس بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ