اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

فيغفر لهم تلك المعصية بالإيمان الذي خلطها به فمتعلق عسى هنا رجوعه سبحانه عليهم بالرحمة لا رجوعهم إليه فإنه ما ذكر لهم توبة كما قال في موضع آخر ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا وهنا جاء بحكم آخر ما فيه ذكر توبتهم بل فيه توبة الله تعالى عليهم والذي أوصيك به إنك لا تنقل مجلسا ولا تبلغ ذا سلطان حديثا إلا خير أخرج الترمذي حديثا عن حذيفة أو غيره أنا الشاك إن رجلا مر عليه فقيل له عنه إن هذا يبلغ الأمراء الحديث
فقال سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لا يدخل الجنة قتات
قال أبو عيسى والقتات النمام وإذا حدثك إنسان وتراه يلتفت يمينا وشمالا يحذر أن يسمع حديثه أحد فاعلم إن ذلك الحديث أمانة أودعك إياه فاحذر أن تخونه في أمانته بأن تحدث بذلك عند أحد فتكون ممن أدى الأمانة إلى غير أهلها فتكون من الظالمين وقد ثبت أن المجالس بالأمانة وأما وصيتي لك أن لا تبلغ ذا سلطان حديثا بشر فإن ذلك نميمة قال تعالى في ذمه مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ومن الوصايا الحذر من الطعن في الأنساب فلا تحل بين شخص وبين أبيه صاحب الفراش فإن ذلك كفر بنص الشارع فيه وعليك بمراعاة الأوقات في الدعاء مثل الدعاء عند
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الإنسان مجبول على الفاقة والحاجة فهو مجبول على السؤال فإن رزقك الله يقينا فلا تسأل إلا الله تعالى في طلب نفع يعود عليك أو دفع ضرر نزل بك فإذا سألك أحد بالله لا بقرابة ولا بشيء غير الله عز وجل فأعطه مسألته بحيث لا يعلم بذلك أحد إلا هو خاصة ولا بد لك في مثل هذه الأعطية أن تعرفها له فإنه ينجبر في نفسه ما انكسر منها عند سؤاله فإذا لم يعلم أن سؤاله نفع انكسر فلا بد أن تجيبه إلى مسألته على علم منه فإن علمت بحاله من غير سؤال منه فمثل هذا تعمل أن تعطيه مسألته بالحال من غير أن يعلم أنك أعطيته فإنه يخجل بلا شك ولا سيما إن كان من أهل المروءات والبيوت وممن لم تتقدم له عادة بذلك وفرق بين الحالتين فإن الفرق بينهما دقيق فإن السائل الأول يخجل إذا لم يعلم أنك أعطيته والثاني يخجل إذا علم أنك أعطيته والمقصود رفع الخجل عن صاحب الفاقة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وعليك بذكر الله بين الغافلين عن الله بحيث لا يعلمون بك فتلك خلوة العارف بربه وهو كالمصلي بين النائمين وإياك ومنع فضل الماء من ذي الحاجة إليه واحذر من المن في العطاء فإن المن في العطاء يؤذن بجهل المعطي من وجوه منها رؤيته نفسه بأنه رب النعمة التي أعطى والنعمة إنما هي لله خلقا وإيجاد أو الثاني نسيانه منة الله عليه فيما أعطاه وملكه من نعمه وأحوج هذا الآخر لما في يده والثالث نسيانه أن الصدقة التي أعطاها إنما تقع بيد الرحمن والآخر ما يعود عليه من الخير في ذلك فلنفسه أحسن ولنفسه سعى فكيف له بالمنة على ذلك الآخر إنه ما أوصل إليه إلا ما هو له إذ لو كان رزقه ما أوصله إليه فهو مؤد أمانة من حيث لا يشعر فجهله بهذه الأمور كلها جعله يمتن بالعطاء على من أوصل إليه راحة وأبطل عمله فإن الله يقول لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ والْأَذى
