اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ أي اختبارك تُضِلُّ بِها من تَشاءُ أي تحيره وتَهْدِي بها من تَشاءُ أي تبين له طريق نجاته فيها
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

هذه الأربعة إذا ابتلى الله بها عبدا من عباده أو بواحد منها وقام فيها مقام الحق في نصبها له ورجع إلى الله فيها ولم يقف معها من حيث عينها وأخذها نعمة إلهية أنعم الله عليه بها فردته إليه تعالى وإقامته في مقام حق الشكر الذي
أمر الله نبيه عليه السلام موسى به فقال له يا موسى اشكرني حق الشكر قال موسى يا رب وما حق الشكر قال له يا موسى إذا رأيت النعمة منى فذلك حق الشكر ذكره ابن ماجة في سننه عن رسول الله ص
ولما غفر الله لنبيه محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبشره ذلك بقوله تعالى لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ قام حتى تورمت قدماه شكر الله تعالى على ذلك فما فتر ولا جنح إلى الراحة ولما قيل له في ذلك وسئل في الرفق بنفسه قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أ فلا أكون عبدا شكورا وذلك لما سمع الله يقول إن الله يحب الشاكرين
فإن لم يقم في مقام شكر المنعم فاته من الله هذا الحب الخاص بهذا المقام الذي لا يناله من الله إلا الشكور فإن الله يقول وقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ وإذا فاته فاته ما له من ال
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فصورة رجوعه إلى الله في محبتهن بأن يرى أن الكل أحب بعضه وحن إليه فما أحب سوى نفسه لأن المرأة في الأصل خلقت من الرجل من ضلعه القصيري فينزلها من نفسه منزلة الصورة التي خلق الله الإنسان الكامل عليها وهي صورة الحق فجعلها الحق مجلى له وإذا كان الشيء مجلى للناظر فلا يرى الناظر في تلك الصورة إلا نفسه فإذا رأى في هذه المرأة نفسه اشتد حبه فيها وميلة إليها لأنها صورته وقد تبين لك أن صورته صورة الحق التي أوجده عليها فما رأى إلا الحق ولكن بشهوة حب والتذاذ وصلة يفنى فيها فناء حق بحب صدق وقابلها بذاته مقابلة المثلية ولذلك فنى فيها فما من جزء فيه إلا وهو فيها والمحبة قد سرت في جميع أجزائه فتعلق كله بها فلذلك فنى في مثله الفناء الكلي بخلاف حبه غير مثله فاتحد بمحبوبه إلى أن قال
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
وقال الآخر في هذا المقام أنا الله فإذا أحببت مثلك شخصا هذا الحب ردك إلى الله شهودك فيه هذا الرد فأنت ممن أحبه الله وكانت هذه الفتنة فتنة أعطتك المهداة وأما الطريقة الأخرى في حب النساء فإنهن محال الانفعال والتكوين لظهور أعيان الأمثال في كل نوع ولا شك أن الله ما أحب أعيان العال