الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


لنفسه جهولا بقدر ما حمل قال لنا تعالى لما حملناها إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها وما حملها أحد من خلق الله إلا الإنسان فلا يخلو ما أن يحملها عرضا أو جبرا فإن حملها عرضا فقد خاطر بنفسه وإن حملها جبرا فإنه مؤد لها على كل حال ولا بد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن أهل الأمانات الذين أمرنا الله أن نوديها إليهم ليس المعتبر من أعطاها ولا بد وإنما أهلها من تؤدي إليه فإن كان الذي أعطاها بنية أن تؤدي إليه في وقت آخر فهو أهلها من حيث ما تؤدي إليه لا من حيث إنه أعطاها وإن أعطاها هذا الأمين المؤتمن إلى من أعطاه إياها ليحملها إلى غيره فذلك الغير هو أهلها لا من أعطى فقد أعلمك بالأهلية فيها فإن الحق إنما هو لمن يستحقه فاعلم ذلك واعمل عليه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم بأن الله قد أعطاك أمانة أخرى لتردها إليه كما أعطاك أمانة لتوصلها إلى غيرك لا تردها إليه كالرسالة فإن الله يقول يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ من رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وقال ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وأما ما يرد إليه عز وجل من الأمانات فهو كل علم آمنك عليه من العلوم التي إذا ظهرت بها في العموم ضل به من لا يسمعه منك بسمع الحق فإذا حصل لك مثل هذا العلم ورأيت من كان الحق سمعه وبصره وجميع قواه وليس له هذا العلم فأداه إليه فإنه ما يسمعه منك إلا بسمع الحق فالحق على الحقيقة هو الذي سمع فرددت الأمانة إليه تعالى وهو الذي أعطاكها وحصلت لهذا الشخص الذي الحق سمعه فائدة لم يكن يعلمها ولكن حامل هذه الأمانة إن لم يكن عالما بأن هذا ممن يكون صفته أن يكون الحق سمعه وإلا فهو ممن خان الله وقد نهاه الله أن يخون الله وكذلك أيضا من خيانة من أطلعه الله على العلم بأن العالم وجوده وجود الحق ثم تصرف فيه بتعدي حد من حدود الله يعلم أنه متعد فيه فإن الله في هذا الحال هو عين الأمانة في وجوده عند أهل الحجاب سواء علم ذلك شرعا أو عقلا فقد خان الله

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!