الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


هاتين المرأتين في التعاون عليه من يعاون رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عليهما وينصره وهو الله وجبريل وصالحو المؤمنين ثم الملائكة بعد ذلك وليس ذلك إلا لاختلاف السبب الذي لأجله يقع التعاون فثم أمر لا يمكن إزالته إلا بالله لا بمخلوق ولذلك أمرنا أن نستعين بالله في أشياء وبالصبر في أشياء وبالصلاة في أشياء فاعلم ذلك وكان ثم أمر وإن كان بيد الله فإن الله قد أعطى جبريل اقتدارا على دفع ذلك الأمر فأعان محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دفعه إن تعاونا عليه وإن رجعا عنه وأعطيا الحق من نفوسهما سكت عنهما كما سكتنا فكان لهما الأمر من قبل ومن بعد وهو نعت إلهي فإنه لحركتهما تحرك من تحرك ولسكونهما سكن الذي أراد التحرك وكذلك صالحو المؤمنين كان عندهما أمر نسبته في الإزالة بصالحي المؤمنين أقرب من نسبته إلى غيرهم فيكون صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ معينا لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ثم الملائكة بعد ذلك إذا لم يبق إلا ما يناسب عموم الملائكة التي خلقت مسخرة يدفع بها ما لا يندفع في الترتيب الإلهي إلا بالملائكة مع انفراد الحق بالأمر كله في ذلك والقيام به ولكن الجواز العقلي فأخبر الحق بالواقع لو وقع ك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما القطب التاسع الذي على قدم لوط عليه السلام فسورته سورة الكهف ولها العصمة والاعتصام ومنازله بعدد آيها حاله العصمة من كل ما يؤدي إلى سوء الأدب الذي يبعد صاحبه عن البساط فهو محفوظ عليه وقته أبدا وعلمه علم الاعتصام وقد عينه الله وحصره في أمرين الاعتصام به فقال عز من قائل واعْتَصَمُوا بِاللَّهِ والاعتصام الآخر بحبله وهو قوله تعالى واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً فمن الناس من اعتصم بالله ومنهم من اعتصم بحبل الله وقال إن الاعتصام بحبل الله هو عين الاعتصام بالله وهذا القطب جمع بين هذين الاعتصامين والفرق بين الاعتصامين أن حبل الله هو الطريق الذي يعرج بك إليه مثل قوله إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وليس حبله سوى ما شرعه وتفاضل فهم الناس فيه فمنهم ومنهم ولذلك فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ فمن لم يخط طريقه فهو المعصوم والتمسك به هو الاعتصام وعليه حال المؤمنين الذين بلغوا الكمال في الايمان ومثل هؤلاء يعتصمون بالله في اعتصامهم بحبل الله وهو قوله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقوله اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وأما الاعتصام بالله فهوقوله صَلَّى اللهُ عَلي

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما القطب العاشر الذي على قلب هود عليه السلام فسورته سورة الأنعام ولها الكمال والتمام في الطوالات ومنازله بعدد آيها ولهذا القطب علوم جمة منها علم الاستحقاق الذي يستحقه كل مخلوق في خلقه وعلم ما يستحقه ذلك الخلق من المراتب فأما استحقاق الخلق فقوله أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ وأما المراتب فالتنبيه عليها من قوله تعالى وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ ويا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا في دِينِكُمْ وهو أن تزيده على مرتبته أو تنقصه منها وما يتميز العالم العاقل من غيره إلا بإعطاء كل ذي حق حقه وإعطاء كل شي‏ء خلقه ومتى‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!