الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الدائم كلامه في الجمع والوجود وعلم المزيد إذا رأى شبهة في أحد تحول بينه وبين العلم أزالها حتى يتبين لصاحبها صورة الحق في ذلك الأمر له ستمائة مفتاح مقام في كل مقام من العلوم ما شاء الله له علم الامتزاج والتركيب الاعتدالي لا يعرف الانحراف ولا النقص ولا الزيادة مسكنه بقبة أرين منقطع عن الخلق إلا من شاء الله عاش طيبا مع الله إلى أن توفاه الله وكان من الأوتاد أيضا فانتقل إلى القطبية يقول إن الوجود وجود الحق وإن الجمع جمع الحق صفات القدم والحدوث وهو علم غريب في الجمع ما رأيت من يقول به من أهل الله غير هذا القطب فإني شاهدت هؤلاء الأقطاب أشهدنيهم الحق وإن كانوا قد درجوا من الدنيا وهو العلم الذي وردت به الشرائع في جانب الحق فنقول ذلك هو الجمع وعنده إن المحدث صاحب دعوى في تلك الصفات المسماة محدثة ولأجل دعواه قلنا إنه جمع وإلا فالأمر واحد كلها صفات قدم في القديم ومحدثة في المحدث لظهورها فيه ولم تكن ظاهرة فحدثت عند المتصف بها كما قال ما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ وليس إلا كلام الله القديم فجمعنا عليه ما له مع نسبته إلينا فسمي من فعل ذلك صاحب جمع ووجود فمحكوم حكم الممكنات وجود

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما القطب الخامس الذي على قدم داود عليه السلام فسورته من القرآن إِذا زُلْزِلَتِ ولها نصف القرآن ومنازله بعدد آيها وحاله التفرقة وله مقام المحبة فهو معلول للحب فداؤه دواؤه وما له علم يتقدم فيه على غيره إلا علم ثبوت المحبة الإلهية والكونية ولهذا كان في مقام التفرقة وكان من الأئمة فنقل إلى القطبية يقول هذا القطب إن الحب ما ثبت وكل حب يزول فليس بحب أو يتغير فليس بحب لأن سلطان الحب أعظم من أن يزيله شي‏ء حتى إن الغفلة التي هي أعظم سلطان تحكم على الإنسان لا يتمكن لها أن تزيل الحب من المحب يتمكن عنده إن يغفل الإنسان عن نفسه بمحبوبه ولا يتمكن للمحب أن يغفل بأحد عن محبوبه فذلك هو المحب وذلك هو الحب‏

فداء المحبة ما لا يزول *** وإن الشفاء له مستحيل‏

فلا تركنن إلى غير ذا *** ولا تصغين إلى ما يقول‏

فبحب الله أحببنا الله وحب الحق لا يتغير فحب الكون لا يتغير فقيل له فحب الكون الكون هل يتغير قال لا لأن الكون محبوب لذاته والمحبة الذاتية لا يمكن زوالها قيل له فقد رأينا من تستحيل مودته فقال تلك إرادة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما القطب السادس الذي على قدم سليمان عليه السلام فسورته الواقعة ولها الحياة الدائمة ومنازله بعدد آيها اختص بعلم الحياة والحيوان لا يأخذ حالا من أحواله إلا عن ربه فأحواله أحوال ربه هداه هدى الأنبياء كما أمر الله نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما ذكر له الأنبياء عليه السلام قال أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وما قال فبهم اقتده فعلمنا إن محمدا مساو لجميع من ذكره من الأنبياء ومن لم يذكره فإنه لكل نبي هدى كما ذكر لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً فهو سبحانه نصب الشرائع وأوضح المناهج وجمع ذلك كله في محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فمن رآه فقد رأى جميع المقربين ومن اهتدى بهديه فقد اهتدى بهدى جميع‏

النبيين وما على الله بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد

وأعني بقولي إن أحوال هذا القطب أحوال ربه ما قال الحق عن نفسه من أنه كل يوم في شأن فهذا عبارة عن اختلاف الأحوال فهو من القوم الذين يشاهدون الحق في شئونه فينظرون إلى ما له من الشئون فيهم فيتلبسون بها منه فهم من أحوالهم على بصيرة فمن هذه حاله ما هو مثل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!