الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


يقيم على خلقه يوم القيامة الشهود فلا يعاقبهم إلا بعد إقامة البينة عليهم مع علمه وبهذا قال من قال إنه ليس للحاكم أن يحكم بعلمه أما في العالم فللتهمة بما له من الغرض وأما في جانب الحق فلإقامة الحجة على المحكوم عليه حتى لا يأخذه في الآخرة إلا بما شرع له من الحكم به في الدنيا على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولهذا يقول الرسول لربه عن أمر ربه رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ يعني بالحق الذي بعثتني به وشرعت لي أن أحكم به فيهم فإذا علمت إن الحق أنزل نفسه في خلقه منزلتهم وجعل مجلاه الأتم في الخليفة الإمام ثم‏

قال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته‏

فعمت الإمامة جميع الخلق فحصل لكل شخص منهم مرتبة الإمامة فله من الحق هذا القدر ويتصرف بقدر ما ملكه الله من التصرف فيه فما ثم إنسان إلا وهو على صورة الحق غير أنه في الإمام الأكبر مجلاه أظهر وأمره أعظم وطاعته أبلغ واعلم أن الله تعالى لما شرع لعباده ما شرع قسم ما شرعه إلى فرض أوجبه على المكلفين من عباده وهو على قسمين فرض أوجبه عليهم ابتداء من عنده كالصلاة والزكاة والصيام والحج والطهارة وما أشبه‏

ذلك مما أوجبه عليهم من عند نفسه وفرض آخ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!